ملجأ العامرية Amriya Shelter

ملجأ العامرية أو الفردوس أو رقم خمسة وعشرين هو ملجأ من القصف جوي بحي العامرية، بغداد، العراق، قصف أثناء حرب الخليج الثانية. فقد ادت احدى الغارات الاميركية يوم 13 فبراير 1991 على بغداد بواسطة طائرتان من نوع أف-117 تحمل قنابل ذكية إلى تدمير ملجأ مما ادى لمقتل أكثر من 400 مدني عراقي من نساء واطفال. وقد بررت قوات التحالف هذا القصف بانه كان يستهدف مراكز قيادية عراقية لكن اثبتت الاحداث ان تدمير الملجا كان متعمدا خاصة وان الطائرات الاميركية ظلت تحوم فوقه لمدة يومين
The Amiriyah shelter or Al-Firdos bunker was an air-raid shelter ("Public Shelter No. 25") in the Amiriyah neighborhood of Baghdad, Iraq. The shelter was used in the Iran–Iraq War and the Gulf War by hundreds of civilians. It was destroyed by the USAF with two laser-guided "smart bombs" on 13 February 1991 during the Gulf War, killing more than 408 civilians.

الاثنين، 7 مارس 2011

عــراقيون .. أبجد هّوز .. ع – العامرية، ملجأ 1991

صوت اليسار العراقي

عناد عبد الصعب

هذه شهاداتي لعراقيين و احداث عراقية شهدتها و عشتها واسعى لتدوينها و روايتها كما حدثت او كما عرفتهم.


قبل بضعة اسابيع مرت 20 سنة على جريمة قصف ملجأ العامرية المدني التي لاتوازيها جريمة اخرى في عداد جرائم الحرب المتداولة. تتقزم امامها جريمتي قصف قرية قانا اللبنانية على بشاعتهما. التجاهل متعمداً كان أم جهلاً يرقى الى مستوى التورط و الاشتراك بالمسؤلية.


بدأت القوات التي قادتها امريكا لطرد الجيش العراقي من الكويت هجومها على العراق في 17 كانون الثاني 1991، بيومين بعد انقضاء المهلة التي حددها مجلس الامن التابع للأمم المتحدة. كانت الغارات على الاهداف العسكرية و البنية التحتية (محطات توليد الكهرباء، بدالات الهاتف، الجسور و الطرق) تبدأ عند الغروب و لاتتوقف الاّ قبيل الفجر. عند فجر يوم 13 شباط سمعت دوياً يشبه رنة ناقوس معدني هائل سمعه سكان بغداد و تصورت لوهلة ان الامريكان استعملوا القنبلة الذرية لكن ذلك سرعان ما تبدد بعد ان تأكدت اني ما زلت حياً دقائق بعد الدوي. بعد ما يقرب من 20-30 دقيقة دوّى انفجار آخر لكنه اشدّ ارتجت معه الارض. بعده ساد صمت مخيف. عند الصباح خرجت لاستطلاع الأمر فرأيت أحمد ابن جارنا و سألته ان كان قد سمعوا الانفجار فأجاب بالايجاب و قال انهم قصفوا ملجأ العامرية ظناً انه ملجأ حي الجامعة حيث الاذاعة العراقية المؤقتة. كان لدينا أقارب في العامرية فقررت ان أتأكد من سلامتهم.


الملاجئ العامة هي شبكة من الملاجي التي بنتها شركات اجنبية مختلفة في النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي بمواصفات تصمد لضربة نووية حسب معلومات تلك الفترة. كنت قد التقيت احد المهندسين في وزارة الاسكان و التعمير الذي عمل في احد مواقع تلك الملاجئ و اخبرني بأستياء انه علم لاحقاً ان الحكومة تبني تلك الملاجئ للحفاظ على 10 آلاف بعثي سيبعثون الحياة في العراق اذا هجمت اسرائيل او امريكا بالاسلحة الذرية و ابادت العراقيين. ظلت الملاجئ بدون استعمال حتى وقعت حرب 1991 و سمحت الحكومة للسكان المدنيين بالاحتماء ببعضها لا سيما انها كانت مزودة بالماء و الكهرباء اللذين انقطعا منذ بدء القصف الجوي.


قررت الذهاب الى العامرية للتأكد من سلامة أقاربي فمشيت الى ساحة النصر ببغداد و أخذت احدى الباصات الحكومية الى قرب العامرية. كان الركاب مصدومين من هول التدمير المتعمد للمنشآت المدنية بالاخص في بغداد التي تبعد مئات الكيلومترات عن الكويت. عند عبور جسر الشهداء طلب السائق من الركاب الهدؤ و عدم الحركة عند اجتيازنا الثغرة التي احدثها صاروخ معادي ثلم جزأً كبيراً من الجسر. حيث كنت اقف في الحافلة المزدحمة كان اثنان من منطقة ملجأ العامرية و صارا يتحدثان عن احداث المنطقة و الملجأ. ذكر احدهما ان بطارية الدفاع الجوي التي كانت بأمرة قريبه ظلت منذ بدأ الغارات تطرد الطائارات المغيرة على الملجأ و مرسلات ابو غريب. و ان تلك البطارية قد نقلت قبل يومين من الغارة على الملجأ و ربما هذا ما شجع طائرات العدو بعد الاستطلاع على الاغارة عليه. و عن الغارة ذكر ان مراسلين اجانب و صلوا الى الملجأ الساعة الثامنة صباحاً و قاسوا درجة الحرارة عند مدخله فوجدوها 80 درجة مئوية. تشككت من صحة كلامه و سألت نفسي هل يتجول المراسلون الاجانب و في جعبتهم محارير ( قد تكون محارير بشرية التي لا يمكن ان تصل الى 80 درجة). لم أشأ ان اتدخل بحديثهما لأني كنت نهماً لسماع ما حدث و لأن الوضع متوتر و تكفي تهمة بسيطة لأضاعة حياتي. عند نهاية الخط مشيت الى الملجأ و كنت أتأمل الابنية المجاورة فلم أجد ما فيها يدل على منشأة عسكرية او حيوية تصلح ان تكون هدفاً عسكرياً. كان هناك جامع صغير غلفت جدرانه الخارجية لافتة عزاء تنعى عائلة باكملها و تذكر اسماء افرادها. احاط سياج مشبك بمدخل الملجأ و كانت فتحاته يعلوها سخام اسود. نظرت الى المدخل الذي كان ينبعث منه دخان ضعيف و لكن مستمر. خارج المدخل اصطفت بطانيات تلف اجساماً سوداء في الاغلب بقايا اجساد بشرية. فجأة ظهر اطفائي يحمل بطانية على ساعديه و ضعها بعناية على الأرض و انحنى على جدار الملجأ الخارجي كمن يداري حزنه او يرتاح بعد تعب. علا نشيج النسوة المحتشدات عند السياج المشبك. لم أجرأ ان اسأل الاطفائي عن درجة حرارة الملجأ لكنه كان واضحاً انها كانت عالية بدليل الدخان المستمر. كان الوقت حوالي الرابعة عصراً و كنت أسعى للعودة قبل الغروب و بدأ الغارات الجوية المعادية. قررت التوجه الى حيث يسكن أقاربي فعلمت انهم غادروا الدار قبل الحرب الى غرب البلاد قرب الحدود مع سورية.


كنت قد أحتفظت ببطاريات لتشغيل الراديو الذي صار وسيلة الاتصال بالعالم الخارجي. لثلاثة ايام لم يصدر تعليق من الاذاعات العالمية و عندما سأل المراسلون الاجانب القادة العسكريون عن سبب الغارة على ملجأ مدني كان جوابهم ان الملجأ كان هدفاً مشروعاً و سيكررون العملية لو واتتهم الفرصة. بعد ذلك صرح حسني مبارك ان صدام هو المسؤل عن مقتل الضحايا الأبرياء و كذلك رددت الاذاعات المأجورة في خدمة الغزو و كان أحدهم سامي فرج علي الذي بث من السعودية.


بعد انتهاء الحرب اخبرني اقاربي ان عدد القتلى بين 400-500 و ان احد الذين غادروا الملجأ بين القصفين تحدث عن انفجار تلاه صوت عال يشبه صوت مثقب كونكريتي . راجت اخبار عن استعمال الامريكان صاروخ ثاقب للكونكريت المسلح يفتح ثغرة في حدران الملجأ ثم جاءت طائرة اخرى اطلقت صاروخاً خلال الثقب لتقتل من في الملجأ.


سمعنا عن تجول صدام و تنقله بين ارجاء بغدا تارة بسيارة اجرة و أخرى بسيارة الازبال. ليس مستبعداً ان يكون قد استعمل الملجأ المدني فرصدته طائرات الاستطلاع و حددت الملجأ هدفاً مشروعاً ثم انتقل الى ملجأ آخر و لذلك ابعد بطارية الدفاع الجوي. المسؤلية القانونية تستلزم التأكد ان الملجأ هدف مشروع حتى لحظة قصفه لا سيما ان الامريكان اتهموا صدام استعمال المدنيين دروعاً بشرية. سواء أكان القصف اهمالاً أم تعمداً يظل قصف ملجأ العامرية جريمة حرب بشعة تستوجب العقاب.


أغلب معارضي صدام داروا ظهورهم لضحايا الملجأ و كأنهم دون مستوى البشر فلم نسمع بأي سياسي يتبنى مظلومية هؤلاء العراقيين.


من سيبدأ بتوثيق اسماء الضحايا و تفاصيل ما حدث؟


عناد عبد الصعب
http://www.kitabat.com/i81540.htm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...