ملجأ العامرية Amriya Shelter

ملجأ العامرية أو الفردوس أو رقم خمسة وعشرين هو ملجأ من القصف جوي بحي العامرية، بغداد، العراق، قصف أثناء حرب الخليج الثانية. فقد ادت احدى الغارات الاميركية يوم 13 فبراير 1991 على بغداد بواسطة طائرتان من نوع أف-117 تحمل قنابل ذكية إلى تدمير ملجأ مما ادى لمقتل أكثر من 400 مدني عراقي من نساء واطفال. وقد بررت قوات التحالف هذا القصف بانه كان يستهدف مراكز قيادية عراقية لكن اثبتت الاحداث ان تدمير الملجا كان متعمدا خاصة وان الطائرات الاميركية ظلت تحوم فوقه لمدة يومين
The Amiriyah shelter or Al-Firdos bunker was an air-raid shelter ("Public Shelter No. 25") in the Amiriyah neighborhood of Baghdad, Iraq. The shelter was used in the Iran–Iraq War and the Gulf War by hundreds of civilians. It was destroyed by the USAF with two laser-guided "smart bombs" on 13 February 1991 during the Gulf War, killing more than 408 civilians.

الخميس، 30 يونيو 2011

صور من المعركة شميستنا شمس الأطفال

شذى احمد
2011 / 6 / 29






(( عندما كنا مواطنين بدرجة مرعوب كنا نعيش زمن الحرب. يعرضون لنا على شاشات التلفاز صورا لقتلى .كانت الصور صامتة . لا تقل لنا ولا نقل عنها شيئا كنا نحدق بها وهي تحمل عنوان صور من المعركة .. كانت معركة طويلة واحدة تدور في جبهات بعيدة.تحرقنا بشظاياها، وتخطف خيرة رجالنا... مضى زمانها وانتهت . كبرنا صرنا بدرجة مذهول ولم يعد التلفاز يعرض علينا صورا صامتة لقتلى فحسب بل صارت تصاحبها كل الوسائل المساعدة من صراخ وعويل وتصريحات تعددت جبهاتها لكن غايتها ظلت واحدة تريد حياتنا. لتلقي بجثث أيامنا على قارعة العبث كل يوم ))

الأمم التي تفقد ذاكرتها . تتخلى عن ذاكرتها. تستهين بذاكرتها. تسخر منها. تهملها. تركنها في كهوف اللامبالاة المعتمة تخسر معها حقها . والتي تخسر حقها لا حق لها بالمطالبة بشيء حتى لو كان ما تطلبه حق!. في الكوارث والحروب والغزوات يتصدر الخاسرون والمتضررون لسوء الحظ دوما من لا يد لهم في إضرامها وهم النساء والأطفال. يتحملون القدر الأكبر من الدمار الذي تسببه لا لسبب فقط كونهم اضعف من الدفاع عن حقهم ورد ما يلحق بهم من ويلاتها ومصائبها.

mother holding her baby










الصورة الأولى : العامرية بغداد 
في الحرب التي أطلقت عليها قوات التحالف عاصفة الصحراء ، وسماها الرئيس العراقي أم المعارك دكوا مدن العراق وبالأخص بغداد بالقنابل. في ملجأ في منطقة العامرية سمي باسمها كانت تهرع عشرات من العوائل هربا من الموت الذي كانت توزعه الطائرات الغازية بالتساوي على رؤوسهم. يقال بان الدول التي بنته باعت وشت بأسراره، وبتصميمه فاحرقوا من فيه بصواريخ .سدت منافذ الهواء والحياة عن أبنائه وأحالتهم إلى جثث متفحمة. ظل ملجأ العامرية لسنوات مزارا للوفود القادمة للعراق من كل العالم ولأبنائه أيضا يرون بشاعة الحرب وقسوة الإنسان ورغبته بالانتصار التي تدفعه لارتكاب أبشع المجازر.
وقف احد رجال الشرطة الذي اشتركوا باخلاءه من الجثث المتفحمة والقتلى يوم فتحت عليهم أبواب الجحيم يشرح بعض من مشاهداته وفجأة اغرورقت عيناه بالدموع وهو يقف عند احد الأعمدة قائلاً: هنا كانت تجلس امرأة . هذا أصعب ما رأيته وأكثره إيلاما. مسح دموعه وتابع. وجدناها تحتضن صغيرها كانت ترضعه عندما باغتهما الموت بجحيمه.
لم ينتظر الموت الصغير الذي يرضع ولم يبالي بأنهما مسالمان كان همه الوحيد إحراق المكان بمن فيه، وستجد للمبررين عيون وقحة تعلل بألف سبب ما جرى و لا تقل خسة ووحشية عن الصواريخ التي أحرقت ذلك اللحم البشري وفحمته.
العامرية واحدة من مخازي الحروب وفظائعها لا تقل وحشية عما جرى في هيروشيما وناكازاكي.... وويل للناس الذين يرمونها خلف الذاكرة ولا يتدارسون أسباب وقوعها



وتجنب البشرية مخاطر حدوث مثيلاتها مستقبلاً.









الصورة الثانية : دار الأيتام - ملجأ الحنان . بغداد بعد السقوط
بغداد التي أنهكتها سنوات الحصار والجوع ورحيل الكثير بحثا عن فرص حياة أفضل تسقط بيد الغزاة وتجوب مدرعاتهم والياتهم شوارعها. وتصبح بموجب قرار هيئة الأمم المتحدة دولة محتلة وتحصل على لقب أول دولة محتلة في القرن الواحد والعشرين فيسمى غازيها قوات احتلال ويوثق ذلك رسمياً. في زمن الحروب والاحتلال يبحث الطاعون بكل أنواعه عن ضحاياه.شهيته مفتوحة لالتهامهم. لا يحتاج إلا إلى أماكن معتمة كي يعد ما ينوي اجتراره. والأطفال أحلى الفواكه وألذها. في بيوت افترض بها حماية الصغار ورعايتهم وجد الطاعون ما يلتهمه على مدار الساعة أسدل الستار وكشر عن أنيابه. ترك غذائهم وشرابهم يعفن في المستودعات وراح ينهش من لحومهم الطرية وينتهكها ضاحكا ملئ شدقيه بان لا رقيب ولا حسيب قادر على إيقافه. تقف إحدى دوريات جيش الاحتلال تسأل لما هذه الستائر مسدلة ليس من عادة العراقيين كل هذا التعتيم. دعونا نرى فيهولهم ما يرون صغار عراة يترنحون بين الموت والحياة مربوطين على الأسرة عيونهم لا تخبر الا بوضاعة ما تعرضوا له. أي الشياطين من اغتصبوكم يا ولدي . كيف هي أشكالهم من أين أتوا بما كانوا يشفوا غليلهم وهم يستمرءون انتهاك تلك الأجساد البضة الطرية كل ساعة. يسقي الجنود الأطفال الماء يلتفتون فإذا بالطاعون يتسرب من خيوط دخان ليبحث له عن مكان أخر يغرس فيه أنيابه ويمزق وجه الحياة.
ملجأ الأطفال. دار الأيتام. وصمة عار على جبين الحروب ودعاتها لا يجدر لها الانزواء بعيدا عن ذاكرة مفكري ومبدعي وشرفاء العالم كي لا يعيد الطاعون لعب فصولها كلما يحلو له.

الصورة الثالثة: كريم العراقي
هو أشهر من سطور تعرفه. فهو إلى جانب قصائده ونصوصه الشهيرة محدثا بارعا. منذ كان فتيا وهو يهم بأعباء إنسانيته على أتم وجه. يومها خاطب الشمس بحنان طالبا منها غطاءا من الحب والحنان فهو يريد اللعب فدعينا يا شميسه كما يحلو للعرقيين تسميتها نلعب كما نريد فجمع أكثر الأصوات وفاز طلبه وضحكت الشمس يومها وهزت رأسها لجرأته وفصاحته.. كبر كريم العراقي وضاعت ملاعب الصبا. عصفت بمدينته رياح الموت والدمار فحجبت نور الشمس ومزقت غطاءها المخملي وضاع صغارها. على درجات السلم اختلطت الصور في رأسه أضاع مفتاح بيته أم عله أضاع بيته. مدوية مدمرة الكوارث التي حلت بعراقه. صار يردد لمن يلقاه بأسى : ذاكرتي صارت عدم من فرقة أحبابي. لا تكترث كريم فما شيدته من قصور الشعر موزع على عرض مساحة الذاكرة الجماعية للعرقيين ان نسيها احدهم انبرى التالي ليذكره . هذه القصور التي لن يفلح طاعون ولا بوارج ولا مليشيات موت على هدمها قصور شيدها شاعر بأجر ارجواني من حب. تلك القصور راسخة الأسس عميقة الجذور. سيردد الصغار نيابة عنك أنت المهموم بالسلام والكلام عن الوطن والأصدقاء، وترتيب قصائد الحب والأمل سيرددون ما قلته للشمس يوما ما .. داير ماداير غطينا يا شميسه .. شما نلعب نلعب غطينا يا شميسه .. شوية شوية شوية. يا شميسه شوية شوية. فمنذ زمن بعيد لم تضحك الشمس رغم شروقها كل صباح على ارض الرافدين.

الصورة الرابعة : فيروزمن قبل وبعد ركام مدينتها الجميلة بيروت ظلت تغني فيروز وظلت تصدح بصوتها الملائكي . لم يقرب الموت والدمار منه. يتردد شيطان الدمار مرتعدا أمام ملاك الحب والحياة وهي صوت ذلك الملاك كم غنت كي ترمم النفوس الذي هدمتها الحروب والنكبات التي حلت بلبنان وغنت لفلسطين وكل المدن العربية التي حلت بها ومسحت على رأسها بصوتها العذب. ولهم للصغار الذي يشاركون صوتها بالطهر والبراءة والعفة والسمو غنت . لعب صوتها معهم وبدورها خاطبت من اجلهم الشمس وأسمتها شمسهم لعل البعض لم يفطن كون الشمس شمس الأطفال فلولاهم لما كان هناك حديث يروى ولا أنغام تصدح
وكلما حجبت الهموم ضيائها عاد صوتها ليذكر..


زوري زوري بيوتنا يا شمس الأطفال . و أضيئيها بيوتنا يا شمس الأطفال. لهم حب الدنيا . لهم لعب الدنيا، وهم فرح البال يا شمس الأطفال

ليس على الشمس وحدها واجب رعايتهم . حقهم ، حياتهم. وسلامتهم بل الجميع. فالحروب والدمار والخراب. الجريمة والأمراض والاستغلال يظهر ويستشري عندما ينسى الجميع واجبهم إزاء تلك الطفولة التي تحتضر في الأيام السود زمن الحرب والاحتلال ..

في الدرب الموصود في الأيام السود رفقا بالأطفال. 

هناك تعليقان (2):

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...