ملجأ العامرية Amriya Shelter

ملجأ العامرية أو الفردوس أو رقم خمسة وعشرين هو ملجأ من القصف جوي بحي العامرية، بغداد، العراق، قصف أثناء حرب الخليج الثانية. فقد ادت احدى الغارات الاميركية يوم 13 فبراير 1991 على بغداد بواسطة طائرتان من نوع أف-117 تحمل قنابل ذكية إلى تدمير ملجأ مما ادى لمقتل أكثر من 400 مدني عراقي من نساء واطفال. وقد بررت قوات التحالف هذا القصف بانه كان يستهدف مراكز قيادية عراقية لكن اثبتت الاحداث ان تدمير الملجا كان متعمدا خاصة وان الطائرات الاميركية ظلت تحوم فوقه لمدة يومين
The Amiriyah shelter or Al-Firdos bunker was an air-raid shelter ("Public Shelter No. 25") in the Amiriyah neighborhood of Baghdad, Iraq. The shelter was used in the Iran–Iraq War and the Gulf War by hundreds of civilians. It was destroyed by the USAF with two laser-guided "smart bombs" on 13 February 1991 during the Gulf War, killing more than 408 civilians.

الأحد، 13 نوفمبر 2011

زملائها في موسكو يستذكرونها د. الهام خليل جواد شهيدة الملجأ التي كان يشار اليها بالبنان Ilham Kalil jawad, civil servant, born 1950

وصلني اليوم هذا الأيميل من روسيا - موسكو:

"الاخ الكريم سحاب كل عام وانتم بخير
تحية طيبة
حقيقة شيء رائع انكم تهتمون وتستذكرون شهداء ملجأ العامرية -
وكانت مفاجئة لم اتوقعها - اذ وضعت على محرك البحث اسم - الهام خليل جواد - لاتبين هل لها ذكر فى النت - وقادنى المحرك الى موقعكم الوطنى النبيل هذا -
- من الاعوام 78 الى 1982 درسنا مع كثير من الطلبة الاجانب والروس ومعنا الهام فى الدراسات العليا بمعهد الاستشراق بموسكو
وكنا نسكن جميعا فى عمارة الأقسام الداخلية للطلبة -وكان يشار اليها- لهذه العراقية إلهام بالبنان لشطارتها وذكائها الحاد وطيب معشرها واخلاقها الرفيعة - نحن لن ننسى زميلتنا الهام خليل - شهيدة ملجا العامرية بصفة خاصة وبقية الشهداء عموما
وانا اسمى محمد مقيم بصفة دائمة فى روسيا منذ ذلك الوقت -  -
لك كل التقدير والمحبة اخى الفاضل السحاب بارك الله فيك". 
انتهى.
شكراً اخي واستاذي محمد وبك بارك الله لتنبيهي لموضوع -الهام خليل- رحمها الله - وانا على يقين ان كثير من شهادء ملجأ العامرية وغيرهم من شهداء العراق في كل حروبه والى اليوم هم من خيرة الكفائات العلمية -رحم الله الجميع-.
وتحية لحضرتكم لأنكم لم تنسوا اصدقائكم رغم مرور كل هذه السنين والكوارث ورغم بعدكم عن الوطن.
وبعد بحثي في الانترنت عن معلومات عن الدكتورة الهام خليل وجدت أم عراقية كتبت في مدونتها "دمعة عراقية" انها واحدة من الذين تمكنوا من النجاة من الحروب ولكنها لم تستطع ادارة حياتها تحت الاحتلال وكانت الكتابة هي ملاذها الآمن لنسيان فكرة مغادرة العراق. وكتبت عن صديقتها -الهام خليل- في ذكرى جريمة ملجأ العامرية التالي:

FRIDAY, FEBRUARY 17, 2006
و العراق على مرمى قلب..
عيد حب سعيد!!
لا احد غير العراقيين يعرفون قدر هذا اليوم و ان كان "الاخرون" يختارون لهم الهدايا التي يقدمونها الى لا احد و ربما الى الجميع..
منذ اول رصاصة حرب بدأ "الاخرون" يختارون قلوب العراقيين هدايا. يمنح العراقي قلبا حقيقيا بينما يهدي غيرهم يهدون قلبا صناعيا و لعبة غبية كتبت عليها جملة "احبك".. 
قلب حقيقي من عضلة و دم و شظية.. 
احسبوا كم قلبا منحه العراقيون الى العدم في 14 شباط منذ ان بدأت الحروب قبل دهور! ثم احسبوا كم قلبا منحه العراقيون في كل ساعة من ايام تلك الدهور؟ و العراقيون كرماء منحوا و يمنحون مع القلوب احلامهم..
شكرا مغموسا بالدمع لبرهان وهو يذكرنا بالعامرية.. هل نسينا العامرية فعلا؟ حين منح عراقيون مدنيون قلوبهم في ذلك الفجر ليحتفل قتلتهم بعيد الحب في اليوم التالي؟
العامرية و صديقتي الدكتورة الهام خليل التي سمعت ضحكتها في رماد متكوم في زاوية من الملجأ و نحن نقيم عزاء كالاحتفال في الذكرى الاولى للجريمة؟ لم انس الى الان تلك الظفيرة الطرية بشريط احمر و التي رفضت ان تحترق واختبأت في شق احدثه الصاروخ و شكل اللحم المحترق صورة ام تحتضن طفلها.. 
لم انس العامرية و لكن في العراق الان "عامريات" يومية حيث تُصادر القلوب دون سؤال.
ايها العدم الذي يهديه العراقيون قلوبهم و احلامهم متى تكتفي من قلوبنا و تحبنا ؟
ليكن ذلك اليوم قريبا لنؤسس يومنا الخاص بالحب.


احبتي داخل العراق و خارجه:
يحتاج العراق الى قلوب حية تنبض بالحياة ليشعر بحبكم.. و العراق حين يحب سيعود الينا.
لنخترع اسلوب حب خاص بنا، حب يحسن البقاء و الاستمرار و الاصرار و العراق الذي عرفناه يوما ليس بعيدا انه على مرمى قلب منا، ارموا له بالورد و ليس بلعبة غبية مستوردة من الخارج.
و عيد حب حزين طالما يعرف "الاخرون" كيف يصادرون قلوبنا، طالما "انهم" علموا قطرة المطر ان تجرح اليد التي تحاول اتقبالها بينما كانت فيما مضى و قبل ان يأتينا "الاخرون" تتحول في لحظة الى وردة و تروي اليد قبل القلب.
و عيد حب اهديكم فيه دمعة بحجم القلب و خوفا بحجم القلب ايضا و امنية ابحث عنها في ركام الاماني التي جمعتها سنة بعد اخرى منتظرة انتهاء الحروب ربما سأجدها يوما!
انتهى.
ثم وجدت قصيدة كتبت عام 2000 بعنوان "ما يزال القرنفل يغفو"


إلى الشهيدة الغالية د. الهام خليل التي راحت ضحية القصف الأمريكي الأهوج لملجأ العامرية
منذ عشر سنينَ افترقنا
ولم نلتقِ
كعشرِ دقائقَ مرَّتْ
وما زلتِ في ثوبكِ السّندسيْ
تخطرين على حدقي
ما يزالُ القرنفلُ يغفو 
على منكبيكِ
وأجراسُ صوتِكِ في أذني 
تذكّرني 
أن إلهام كانت
حمامةَ دارٍ أنيسةْ
وكانتْ ودودةْ... 
وكانتْ رقيقةْ
عراقيّةُ الوجهِ
كرخيَّةُ الطَّبعِ
مشبوبةٌ بهوى الرافدينْ
وكانتْ تهيمُ بحبِّ العراقْ
وكنتُ انافسها
نتسابقُ كنّا بأحلى سباق.. فزتُ بالشِّعرِ يوماً 
ولكنها بالشهادة فازتْ.. فمرحى لها وهي تمسكُ
كأسَ الخلودْ..
ما يزال القرنفلُ يغفو 
إلهام تخطرُ مثلَ اليمامةِ
تذكَّرتُها فاستفزَّ الحشا وجعٌ
حشّدَ الغيمَ والبرقَ في خاطري 
فمشيتُ إلى ملجأ العامريَّةِ
تحتَ الرذاذِ الحزينْ
أبعدَ شتاءاتنا العشرِ تأتي؟
قلت يا زهرةَ البرِّ قومي
أما تسألين علينا؟
اما شدّك الشوقُ يوماً إلينا؟
أما قد خطرنا ببالكْ
والحرب تكوي الضلوعْ
تجيئين زائرةً
فنريكِ منازَلنا كيفَ صارتْ
متاريسَ تحمي البلادْ..
والعصافيرُ أتقنتْ الضغطَ
فوقَ الزنادْ..
والنخيلُ.. النخيلُ .. عتادُ تعالي إلينا.. نريكِ العجبْ
وشدّي على موضعِ الجرحِ شدّي
ولا تحزني
فما تركَ الغادرونَ وما تركَ الحاقدونْ
مكاناً خلياً من الرّشقِ فينا
وما منْ مكانٍ سلته الجراحْ
بيدَ أنا صعدنا.. وأنا صمدّنا..
وكلّ السّهامِ التي رشقتنا
أعيدت إلى أكبدِ الراشقينْ
وكلّ الجراحِ تداوتْ
بصبرِ الحسينْ..
وكلّ العِدا سقطوا
والبلادُ التي حملتنا ارتقتْ للعلاء
وصارتْ ثريّا
بعزّ السماءْ..
ونوحٌ تجلّى كبدرٍ علينا
يرشّ ضياءً
وريحُ الخزامى تهبُّ علينا
تعالي نريكِ الذي يثلجُ الصَّدرَ
رغم اللهيبِ الذي أشعلوه
فما زادانا غيرَ تقوى 
وما زادنا غيرَ وجدٍ شفيفٍ
يلفُّ جوانحنا فنلوذُ ببعضٍ 
نحنّ لبعضٍ
ونتركُ أعداءنا حائرينْ
وهم ينظرونَ إلينا
يا حمامةَ بيتِ العراقْ
اهدلي عزّةً وإباءْ..
واذكري عهدَنا
حينَ كنّا نهيم بحبِّ العراقْ
أنت فزتِ بكأسِ الخلودْ
وفزنا بعهدٍ قطعناه
أما نكونُ.. أو لا نكونْ.. فأما نكونُ.. أو لا نكونْ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...