ملجأ العامرية Amriya Shelter

ملجأ العامرية أو الفردوس أو رقم خمسة وعشرين هو ملجأ من القصف جوي بحي العامرية، بغداد، العراق، قصف أثناء حرب الخليج الثانية. فقد ادت احدى الغارات الاميركية يوم 13 فبراير 1991 على بغداد بواسطة طائرتان من نوع أف-117 تحمل قنابل ذكية إلى تدمير ملجأ مما ادى لمقتل أكثر من 400 مدني عراقي من نساء واطفال. وقد بررت قوات التحالف هذا القصف بانه كان يستهدف مراكز قيادية عراقية لكن اثبتت الاحداث ان تدمير الملجا كان متعمدا خاصة وان الطائرات الاميركية ظلت تحوم فوقه لمدة يومين
The Amiriyah shelter or Al-Firdos bunker was an air-raid shelter ("Public Shelter No. 25") in the Amiriyah neighborhood of Baghdad, Iraq. The shelter was used in the Iran–Iraq War and the Gulf War by hundreds of civilians. It was destroyed by the USAF with two laser-guided "smart bombs" on 13 February 1991 during the Gulf War, killing more than 408 civilians.

الاثنين، 19 ديسمبر 2011

من اقصى المعمورة: العامرية.. ملجأ الخوف!


منذ مطلع التسعينات وحتى هذه اللحظة فإن "ملجأ العامرية" الواقع في حي العامرية غرب بغداد كلما طفى الى السطح حمل معه فصلا جديدا من الالم، وكلما اسدل الستار على قصة من قصص العامرية فتحت ابواب قصة اخرى، فصل يلد فصلا آخر، وهكذا دواليك الى حيث لا يعلم النهاية احد.


في الثالث عشر من شباط عام 1991 طفى الى السطح بقوة ملجأ العامرية او ملجأ الفردوس او الملجأ رقم 25 فكلها اسماء لمسمى واحد، طفى الى السطح على خلفية تعرضه الى ضربة جوية من قبل الطيران الامريكي وبصواريخ معدة مسبقا لهذا الغرض، لغة الحرب لا تعرف الرحمة ولذلك قضت على احلام قرابة الخمسمائة ضحية.


الامريكان ارادوا ايصال رسالة واضحة لصدام حسين حينها بأن ملجأ العامرية لايمكن بأي شكل من الاشكال ان يجعله في مأمن من ضرباتهم، كان صدام حسين يعوّل كثيرا على ملاجيء مشابهة ووفقا لما نقله بعض الحاضرين هناك فأن صدام حسين لم يكن بعيدا عن موقع الانفجار قبل ساعات من الضربة.



تلك الواقعة البشعة جعلت من إسم الملجأ مادة دسمة لوسائل الاعلام وكذلك للتوظيف السياسي من قبل نظام صدام حسين، فدار حينها جدل حقوقي واعلامي كبير حول هوية واهداف الموقع، هل هو مخصص لحماية المدنيين ام لاغراض اخرى؟!


على خلفية تلك الضربة ايضا وجهت اصابع الاتهامات الى شركة "YIT" الفنلندية التي تكفلت بتصميم وتنفيذ الملجأ فيما يخص بيعها خرائط الملجأ الى الولايات المتحدة الامريكية، ما يرجح ذلك ان الملجأ شديد التحصين بني خصيصا لمقاومة الضربات الصاروخية، كما ان الصواريخ كانت موجهة لاستهداف الملجأ من خلال فتحات التهوية.


بعد سنوات عاد ملجأ العامرية او الفردوس الى الواجهة من جديد حينما قررت السلطات العراقية عام 2002 تحويل الملجأ الى مقبرة جماعية رمزية للضحايا الذين سقطوا فيه وبني حوله نصب تذكاري كبير يحيط جزءا كبيرا من الملجأ بالعلم العراقي، بل كانت تؤخذ الوفود الاعلامية وبعض المسؤولين الوافدين الى العراق آنذاك الى حيث الملجأ. اشباح الذكريات الحزينة لازالت تلاحق ذلك المكان الغريب، مكان يبدو ان لعنة ما حلت فيه فتحوّل الى رمز للموت والخوف.


بعد عام 2003 استخدم ملجأ العامرية ذي الطوابق الثلاثة المحكمة لاغراض اخرى، اصبح ملاذا آمنا ولكن للعبوات الناسفة، ملاجؤنا لاتحمي المدنيين ولكنها تحمي العبوات الناسفة وما لفظته الحرب، خزنت فيه الاسلحة، واودع فيه العديد من المخطوفين قبل ان يرحّلوا قسرا الى دار الخلود او ربما يحظون على غير العادة بحياة جديدة.


كما كانت احدى الجهات السياسية المتنفذة هناك تستخدم الملجأ لتدريب وتأهيل بعض كوادر ذراعها المسلح لاغراض عسكرية خاصة جدا. اما اخر فصول العامرية هو ما تناقلته وسائل الاعلام مؤخرا عن وقوع تفجير في ملجأ العامرية اثناء تجهيز عبوات ناسفة من قبل بعض الارهابيين، ادى الى مقتل بعضهم والعثور على اسلحة ومواد تفجير.


بلاشك لن تكون هذه الحادثة هي الاخيرة في حلقات خوف ملجأ العامرية، فهذا الاخير لازال وفيّا لعاداته، لايظهر في وسائل الاعلام الا وفي جعبته قصة اخرى لشبح الموت اوالخوف. الملفت انّ العامرية ورغم كل ما يحدث فيه من قصص الخوف لازلنا نسميه " ملجأ العامرية".


جمال الخرسان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...