ملجأ العامرية Amriya Shelter

ملجأ العامرية أو الفردوس أو رقم خمسة وعشرين هو ملجأ من القصف جوي بحي العامرية، بغداد، العراق، قصف أثناء حرب الخليج الثانية. فقد ادت احدى الغارات الاميركية يوم 13 فبراير 1991 على بغداد بواسطة طائرتان من نوع أف-117 تحمل قنابل ذكية إلى تدمير ملجأ مما ادى لمقتل أكثر من 400 مدني عراقي من نساء واطفال. وقد بررت قوات التحالف هذا القصف بانه كان يستهدف مراكز قيادية عراقية لكن اثبتت الاحداث ان تدمير الملجا كان متعمدا خاصة وان الطائرات الاميركية ظلت تحوم فوقه لمدة يومين
The Amiriyah shelter or Al-Firdos bunker was an air-raid shelter ("Public Shelter No. 25") in the Amiriyah neighborhood of Baghdad, Iraq. The shelter was used in the Iran–Iraq War and the Gulf War by hundreds of civilians. It was destroyed by the USAF with two laser-guided "smart bombs" on 13 February 1991 during the Gulf War, killing more than 408 civilians.

الثلاثاء، 27 يوليو 2010

صراخ المأساة بصمت الريشة

صحيفة العرب
http://www.alarab.co.uk/Previouspages/Alarab%20Daily/2010/06/15-06/p14.pdf

رثاء للألم والموت .. واحتفاء بالمرأة والنخيل
متابعة: محمد الحضرمي
افتتح مساء الثلاثاء الماضي بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية معرض لفن الجرافيك حمل عنوان "رؤيتان"، لفناني الجرافيك: سيف العامري وعبدالمجيد جان، وقدم للمشاهد 51 لوحة تنوعت بين الأبيض والأسود كما في لوحات العامري، والملونة كما في لوحات عبدالمجيد جان، افتتح المعرض تحت رعاية سعادة الشيخ د. طالب بن هلال الحوسني أمين عام ديوان البلاط السلطاني، وحول المعرض نقدم هذه المتابعة، وذلك من خلال اللقاء بكلا الفنانين والحديث عن تجربتهما الفنية.

في البداية تحدث سيف العامري حول تجربته الفنية مع فن الحفر "الجرافيك"، فهو منذ سنوات يحفر بكل تؤدة وصبر، ويبحث له عن رؤية خاصة تميزه عن غيره من الفنانين، وفي الوقت الذي يهرب فيه الفنانون من النحت على الخشب وألواح اللينو، كان العامري يقترب منه كثيرا، فهو لا يهمه أن يقدم للمشاهد لوحة فنية ملونة، يرسمها بالألوان الزيتية أو المائية، إنما يحاول أن يغوص في العمق أكثر، وينسى فكرة الرسم بالفرشاة والتعامل مع الألوان، فكان الحفر على الألواح تخصصه الذي عرف به منذ سنوات.
وفي هذا المعرض يقدم العامري عشرين عملا، هي نتاج تجربة طويلة امتدت لسنوات، ودارت فكرتها حول ملجأ العامرية" الذي قصف في شهر فبراير عام 1991م، تلك الجريمة البشعة التي ارتكبت أثناء حرب الخليج الثاني فكان لها صداها الموجع في نفس العامري، ولذلك تفاعل بها.

الموسيقى كمحرض للحفر

يقول العامري: استمعت إلى عزف موسيقى باك للموسيقار العراقي نصير شمة، كان بعوده يرثي ضحايا الملجأ، وكانت الأنغام تسيل من الأوتار باكية، فانفعلت كثيرا، وتشكلت في ذهني فكرة أن أجسد صراخ الأم العراقية الموجوعة من الفاجعة، فسميت عملي بـ "صراخ ملجأ العامرية"، كان هذا الصراخ ينقدح في ذهني كثيرا، وكنت أحفر على ألواح اللينو بعضا من تلك الصور الحلمية والمنامية، صورا كابوسية للضحايا والمفجوعين بطريقة تجريدية، وبمرور الأيام والسنوات كانت الحصيلة لوحات كثيرة اخترت منها عشرين عملا لأقدمها ولأول مرة في هذا المعرض.
وللفنان سيف العامري تجربة في الحفر على الخشب، لكنه يصفها بأنها "صعبة"، حيث تتطلب وقتا طويلا، فالخشب ليس خاما مطواعا، ولذلك جاء اختياره لألواح اللينو، وهي خامة مطاطية، ويشتغل عليها باحتراف.
واختار سيف العامري اللون الأبيض والأسود ليعبر عن أحزانه وأوجاعه، وانفعاله باضطهاد الإنسانية وآلامها، الأبيض والأسود يظهر القوة في الموضوع كما يصف العامري، وهو يريد بذلك أن فكرته تتضح للمشاهد أكثر، فتأثير السواد على العين أفضل بكثير من الألوان، إنه يرى في الألوان خلطة فرائحية، وهذا يتناقض مع فكرة الحزن والرثاء والأوجاع و الآلام.
وأكد أن فن الجرافيك قديم، وقد عرفته الإنسانية منذ فجر التاريخ، فقد اشتغل عليه الصينيون والمصريون الأوائل، لأنه فن مؤثر، وهذا يدل على أن فن الحفر أو الجرافيك كما يصطلح عليه حديثا هو فن قديم، كما هي الآلام الإنسانية.

صراخ يخرج من اللوحة

أما عن سبب إصراره على ممارسة فن النحت على الألواح رغم هجر الفنانين له، فهو الرغبة في أن يؤكد أن الفن ليس عملا تجاريا بل هو ممارسة وشعور، وهو بهذه الأعمال يؤكد على أن الساحة الفنية في السلطنة لا تخلو من فناني جرافيك، فالحفر على الألواح أصبح احد الإشتغالات الفنية في الساحة، إلى جانب اشتغالات أخرى كالرسم بالألوان الزيتية والمائية، والنحت والكولاج وغيرها من الأشكال الفنية التي تعرف بها الساحة الفنية في السلطنة.
وإلى جانب سيف العامري ظهرت أسماء أخرى في فن الحفر من مثل سليم سخي، وموسى عمر، وعبدالمجيد جان الذي يتشارك معه في المعرض.
وبعد تجربة المعرض الثنائي مع "جان"، يخرج سيف العامري مفعما بالرضا، وهو بعد هذه التجربة يكون قد أسدل الستار على لوحات ملجأ العامرية، وهو الآن يشعر بالفخر، لأنه استطاع بحفرياته أن يوصل صراخها الباكي والحاد إلى نفس كل من يرى اللوحات، الصراخ يخرج من إطار اللوحة، متسللا إلى الوجدان.

صمت الأرض وفجائعها

حول تجربة سيف العامري يكتب الشاعر سماء عيسى رؤية جمالية، واصفا تجربته بـ"اقتراب من صمت الأرض وفجائعها"، حيث يقول:
يأتي سيف العامري كتشكيلي محملا بفواجع وطنه وآلام أمته، يذهب بنا بعيدا في الصمت وفي الصراخ، أي الصراخ ما وراء الصمت، وما وراء هذا الهدوء، الظاهر في تجربته، يكمن عبق العذاب، هناك حيث تسكن الروح مجللة بالهزيمة تارة وبالعودة إلى جذورها المفقودة تارة أخرى.
هل كان ذلك هو سبب توجه العامري إلى البياض والسواد فحسب، مخلفا وراءه كومة من الاختبارات اللونية، التي تقترب به إلى عالم التشكيل الحديث، ربما!، ففي البياض والسواد يكمن الجذر، تسكن المرأة الأولى والطفولة الأولى، الجذر بمعنى الجرح الغائر في المكنون المفقود للتجربة، والذي لا أمل من معادلته ، أيا كان التعبير عنه قاسيا يظل التعبير دون مأساته ودون عراقته البعيدة في جذور التاريخ الأولى.
إذن على اللوحة أن تكون قادرة على تقديم جماليات مضمونها، أن تشع بهذا المضمون، لذلك يقتصد سيف من شحن لوحته بالمرموز والكلام والمترادفات، تركيزه يتم دائما على الثيمة، بل على مركزها وبؤرتها، دون أن يبالغ في ذلك، دون أن تأخذه العاطفة إلى ما هو أبعد من شحنات التجربة، التجربة الموضوعة هنا هي مصدر الافتراس وقوة الشحذ، والفنان عليه الاقتراب لكشفها وخوض غمارها.
لذلك تذهب التجربة من لغة تجريدية قد تنمحي فيها الأشكال نهائيا، ولا تبقى غير أطرها الهندسية، كحدود لها، ثمة ملامح بعيدة لغياب أدمنته الكائنات التي استحوذت على تجربته الفنية منذ بداياتها وحتى إنجازه الأخير.


كتب - إيهاب مباشر:'' قلما نجد فنانين تشكيليين اثنين، يتفقان على أدوات فنية واحدة، فيشتغلان عليها، ويقرران إقامة معرض مشترك. لكن بمعرض الأمس تحققت المعادلة الصعبة، من خلال مبدعين ينتميان إلى الجيل الثاني للتشكيليين العمانيين، اتفقا في الطريقة التي يعبران بها، لكن كلاهما يحمل رؤاه وفلسفته وقناعاته الخاصة؛ فحمل معرض "رؤيتان" توقيع الفنانين التشكيليين سيف العامري وعبدالمجيد جان. ركز العامري على تيمة الجانب الإنساني، فجاءت أعماله تحت عنوان "صراخ في ملجأ العامرية"، أما جان فقد ركز على تيمة التراث العماني فكانت وجوه المرأة العمانية والبيوت العمانية القديمة والأشجار، وكل رموز التراث العماني، من خلال واحد وخمسين عملا، بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية، برعاية سعادة الشيخ الدكتور طالب بن هلال الحوسني، أمين عام ديوان البلاط السلطاني، وتنظيم وزارة التراث والثقافة. ،،
عشرون عملا
وكان من نصيب الفنان التشكيلي سيف بن راشد العامري، عشرون عملا في مجال الحفر على خامتي اللينو والخشب، وهي عبارة عن قوالب يبدأ فيها الفنان بتجهيز الموضوع على إسكتش، كعمل فني بصورته النهائية، ومن ثم ينقله إلى الخامة، وبعدها يتم الحفر عليها.
يقول التشكيلي سيف العامري: هناك حفر غائر وحفر بارز، الحفر الغائر عبارة عن البياض، أما الحفر البارز وهو السواد الموجود في اللوحة، لذا أعمالي بالأبيض والأسود، وفي النهاية يعطينا الموضوع عملا فنيا مطبوعا وهو فن الجرافيك.
ويضيف العامري: مادة الينو هي مادة طرية ولينة ويمكن التعامل معها بسلاسة، أما الحفر على الخشب فهو صعب جدا، لأن الخامة التي أتعامل معها صعبة جدا، والأصعب من ذلك التعامل مع خامة الزنك، لأنها تحتاج إلى خامات معدنية والحفر عليها يحتاج إلى إتقان، وفي المجمل فإن خامات فن الجرافيك تحتاج إلى الاحتراف والتمكن للحفر عليها.
ويقول: منذ عام 1994، أسعى إلى ترسيخ هذا الفن على خارطة الفن التشكيلي العماني؛ لفرض وجود هذا الفن بقوة مع سائر الفنون الأخرى، والمتلقي بدأ يعي تفاصيل هذا المجال مع باقي مجالات الفنون التشكيلية الأخرى.
وعن عناصر الجمال في المفردات التي يبدع فيها الفنان يقول العامري: ركزت على الجانب الإنساني الذي يحمل عنوان "صراخ في ملجأ العامرية" وقد شاهدت الفنان العراقي وعازف العود نصير شمة منذ سنوات، يعزف لحنا بعوده وهو عبارة عن "رثاء في ملجأ العامرية"، وقد استفز هذا اللحن كوامن الإبداع لدي، فحولته إلى أعمال فنية تكون شاهدة ومؤرخة للحادثة. ومفردات الأعمال تتركز حول المرأة وأطفالها والشجرة اليابسة والمدينة المحترقة المندثرة التي أصبحت أطلالا بالإضافة إلى القمر المكتمل، هذه المرأة بعد أن فقدت زوجها؛ تصبح العائل الوحيد لأطفالها، وهو حمل ثقيل أمامها، وهي تنظر إلى هذه المدينة وهذا الركام، وهو دلالة على المعاناة وقسوة الحياة، أما القمر المكتمل فهو دليل على الأمل في الغد القادم.

http://main.omandaily.om/node/20120

الجمعة، 23 يوليو 2010

"ملجأ العامرية" بمعرض عُماني

المعرض ضم 51 لوحة للفنانين عبد المجيد خان وسيف العامري (الجزيرة نت)


طارق أشقر-مسقط

تستضيف الجمعية العمانية للفنون التشكيلية في العاصمة مسقط حاليا معرض "رؤيتان" لاثنين من الفنانين التشكيليين العمانيين الشباب استعرضا فيه عبر 51 لوحة رؤاهما بشأن عدد من القضايا الإنسانية التي عكست اهتماماتهما.

وركزت أعمال الفنان عبد المجيد خان على ملامح من التراث العماني جاعلاً فيها المرأة أيقونة عكس من خلالها -في 31 لوحة- انبهاره ببيئته العمانية المحلية، مستخدما فن الحفر بحرفية مبدعة، بينما جسدت اللوحات العشرون لسيف العامري معاناة العراقيين مع الحروب المتعاقبة.


فقد أطلق العامري على لوحاته اسم "صراخ ملجأ العامرية" مؤرخاً بصمت الريشة وباللونين الأسود والأبيض فقط، صرخات الذين احترقوا واختنقوا في ملجأ العامرية ببغداد الذي قصفته القوات الأميركية عام 1991 ومات فيه أكثر من خمسمائة من المدنيين.


العامري بجوار إحدى لوحاته (الجزيرة نت)
ووصف تجربته للجزيرة نت، بأنها محاولة قاسم بها الموسيقار العراقي نصير شمة أحزانه عندما عزف مرثيته الشهيرة في تلك الفترة معزياً بها نفسه والشعب العراقي، وبكى فيها ضحايا القصف الأميركي للملجأ الذي كان يفترض أنه للمدنيين.

وقال الفنان العماني "بكى شمة ضحايا الملجأ عزفاً وشاركته على الجانب الآخر بالحفر والطباعة مستخدماً المدرسة التجريدية كرمزية تعبيرية طرحت من خلالها وجعي أمام المتلقي وذلك لقناعتي بأن الفن لا يعرف المسافات والحدود".


لقد عكست "صرخة ملجأ العامرية" مراحل معاناة العراقيين مع الحروب المتعاقبة مستخدمة عناصر فنية رمزية متنوعة بينها المرأة والأطفال والحمامة والمقصلة والبيوت المتهدمة وجذور الأشجار وغيرها، ولكل منها رمز يوحي بقراءة تعزز رؤية الفنان في تلك المأساة.


كما وصف العامري وجود طائر جوار المقصلة بإحدى اللوحات بأنه يعبر عن ما تشكله الحروب من "ذبح للسلام الاجتماعي"، فيما يرمز الرحم بلوحة أخرى من نفس المجموعة لتجسيد عمق الضربات التي يرى أنها "ضربات في رحم السلام العراقي".


ويعبر جمعه بين المرأة وأطفالها في لوحة أخرى بالمجموعة عن تحدي البشرية للحروب وإصرارها على الحياة والاستمرارية، كما ترمز أيضا إلى أن الحروب مأساة تتوارث تبعاتها الأجيال.


المنجية: قالت إن الرسم تأكيد على المشاركة الوجدانية (الجزيرة نت)
صمت آخر
وفي رؤية نقدية للوحات، وصف الكاتب والناقد العماني سماء عيسى، تجربة العامري بأنه "رغم خروجها من الصمت إلا إنها لا تتجه نحو الكلام، فهي تخرج من الصمت نحو صمت آخر ومن الغياب إلى حضور يتجلى فيه الغياب ثانيةً".

وأوضح أن صراخ أطفال ونساء ملجأ العامرية كما قدمه العامري فيه صراخ لا يسمع منه إلا الموت.


وعن القيمة التي يحققها تفاعل الفنان الخليجي مع أحداث المنطقة مثل حروب العراق، وصف عضو الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، خلفان الجامودي، اللوحات بأنها تؤكد على خصوصية مكانة القضايا العربية بنفس الفنان الخليجي الذي يحرص على نقلها والتعبير عن موقفه عبر ما يرسمه من أعمال فنية.


وأضاف أنها أيضا تعكس تفاعل الفنان الخليجي مع كل ما يحيط به في المنطقة في مختلف الظروف.

وبدورها ترى الفنانة التشكيلية ريا بنت صالح المنجية، أن قيمة مثل هذا النوع من الأعمال تكمن في أنها تمثل أقل ما يمكن للفنان أن يتخذه من موقف بشأن ما يدور حوله من أحداث.

وقالت "رغم أن الرسم لا يغير في واقع ما يتناوله، إلا أنه تأكيد بشكل أو بآخر على المشاركة الوجدانية فضلا عن أنه حالة من حالات التفريغ الوجداني للفنان".

المصدر: الجزيرة

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...