نشر موقع الكاتب العراقي مقالا مترجماً من الالمانية:
ترجمة حسين الموزاني: بيتر كومل خلف كواليس صدّام عرض مسرحيّ ألمانيّ إلى بغداد
وفي جزء منه يصف الفنان الالماني زيارته الى ملجأ العامرية فيقول:
"ذهبنا فيما بعد إلى ملجأ العامرية الواقع في ضاحية متطامنة مليئة بالنخيل، حيث قُتل 408 من المواطنين إثر القصف الأمريكي في فجر الرابع عشر من شباط\فبراير 1991. وكان الملجأ مفتوحاً للزيارات، فأدخلونا إلى سقف إسمنتيّ مثقوب، خرجت منه أسياخ معدنية. وأطلعتنا المرشدة على بقايا اللحم البشري المحترق الذي نثرته قوّة الانفجار على الجدران، فعالجه المتخصصون بمستحضرات لكي يقاوم التلف. ورسمت لنا المرأة بمصباحها اليدوي آثار ارتطام الجثث بالجدران التي حفظت كما تحفظ رسوم الكهوف: "انظروا إلى الوجه، إلى عيني الطفل، انظروا هنا، ألا يبدو هذا مثل ابتسامة؟ وهذه الصورة الظلّيّة أليست محاطة بخمار عروس؟ ربما كانت فتاة على عتبة الزواج…"
لقد تحوّل الملجأ إلى رواق للحياة غير المعاشة التي تظهر فيها المرشدة باعتبارها مفسّرة الصور الصارمة. إنه مكان للرعب، يتواصل فيه عرض مسرحية الرعب. أمّا حفر القذائف على أرضية الملجأ فقد سلّطت عليها كشّافات سينمائية جعلتني أفكر في المركز التجاري بنيويورك الذي مازالت مصابيح التحريّات الجنائية مضاءة فيه.
ترجمة حسين الموزاني: بيتر كومل خلف كواليس صدّام عرض مسرحيّ ألمانيّ إلى بغداد
وفي جزء منه يصف الفنان الالماني زيارته الى ملجأ العامرية فيقول:
"ذهبنا فيما بعد إلى ملجأ العامرية الواقع في ضاحية متطامنة مليئة بالنخيل، حيث قُتل 408 من المواطنين إثر القصف الأمريكي في فجر الرابع عشر من شباط\فبراير 1991. وكان الملجأ مفتوحاً للزيارات، فأدخلونا إلى سقف إسمنتيّ مثقوب، خرجت منه أسياخ معدنية. وأطلعتنا المرشدة على بقايا اللحم البشري المحترق الذي نثرته قوّة الانفجار على الجدران، فعالجه المتخصصون بمستحضرات لكي يقاوم التلف. ورسمت لنا المرأة بمصباحها اليدوي آثار ارتطام الجثث بالجدران التي حفظت كما تحفظ رسوم الكهوف: "انظروا إلى الوجه، إلى عيني الطفل، انظروا هنا، ألا يبدو هذا مثل ابتسامة؟ وهذه الصورة الظلّيّة أليست محاطة بخمار عروس؟ ربما كانت فتاة على عتبة الزواج…"
لقد تحوّل الملجأ إلى رواق للحياة غير المعاشة التي تظهر فيها المرشدة باعتبارها مفسّرة الصور الصارمة. إنه مكان للرعب، يتواصل فيه عرض مسرحية الرعب. أمّا حفر القذائف على أرضية الملجأ فقد سلّطت عليها كشّافات سينمائية جعلتني أفكر في المركز التجاري بنيويورك الذي مازالت مصابيح التحريّات الجنائية مضاءة فيه.