ملجأ العامرية Amriya Shelter

ملجأ العامرية أو الفردوس أو رقم خمسة وعشرين هو ملجأ من القصف جوي بحي العامرية، بغداد، العراق، قصف أثناء حرب الخليج الثانية. فقد ادت احدى الغارات الاميركية يوم 13 فبراير 1991 على بغداد بواسطة طائرتان من نوع أف-117 تحمل قنابل ذكية إلى تدمير ملجأ مما ادى لمقتل أكثر من 400 مدني عراقي من نساء واطفال. وقد بررت قوات التحالف هذا القصف بانه كان يستهدف مراكز قيادية عراقية لكن اثبتت الاحداث ان تدمير الملجا كان متعمدا خاصة وان الطائرات الاميركية ظلت تحوم فوقه لمدة يومين
The Amiriyah shelter or Al-Firdos bunker was an air-raid shelter ("Public Shelter No. 25") in the Amiriyah neighborhood of Baghdad, Iraq. The shelter was used in the Iran–Iraq War and the Gulf War by hundreds of civilians. It was destroyed by the USAF with two laser-guided "smart bombs" on 13 February 1991 during the Gulf War, killing more than 408 civilians.

الاثنين، 7 نوفمبر 2011

رواية قصة (( دموع الحب في ملجأ العامريه )) المؤلف هادي ناصر سعيد الخفاجي

لاشك في ان ماوقع في الثالث عشرمن شباط في عام الجريمة الامريكية الكبرى على الشعب المجاهد في العراق يعد جريمة القرن بلا جدال فقد اقدمت امريكا على حرق اكثر من اربعمئة بري بدءا بالاطفال ومرورا بالشيوخ والنساء , فقد ضم ملجا العامرية جمعا كبيرا من اسر عراقية كانت تتدرع به , وتتقي صولات الجرائم الجوية التي كان يتلقاها العراق بصبر, ولاريب في ان لكل اسرة قصة , ولاريب ان لكل رجل او امراة هما , وكان جزء من هذه القصة او هذا الهم قد تركه صاحبه قبل دخوله الملجا بين يدي احد افراد هذه الاسرة وربما انطوت قصص اخرى لان الاسر الاخر لم تترك شيئا خارج الملجا .فقد كانت برمتهافي الملجا واحترقت كلها فيه , ومما تركته بعض الاسر خارج اسوار الملجا الشهيد هذه القصة التي حفظها كاتبها هنا بوعي واستطاع ان يحكم بناءها وهي بهذه اللحظة التي اقضت مضاجع الشرفاء في هذه العالم .
والحق ان خير القص ماكتبته التجارب العميقة وما دار مع مشاعر الناس , وليس ثمة اجمل من ان يمر القاص بتجربه مر بها ولا سيما اذا كان يحسن التعبير عن احساساته بها .
والقصة هنا تعبير عن حالة حب رومانسية كشفت عنها المعاناة العميقة الخاصة بنمط واسلوب حب عراقي أبان عنها هذا التداخل الخاص بين احساس البيئة العراقية والتعبير عنها . وقد تكون هذه القصة هي قصة كل حب يعرفه شابان اول مرة , حب يولد غضًا" ندياً في مثل هذه البيئة الحبيبة التي احسن الاسلام تربيتها ولكنه لا يجد حياة" طويلة , لان بعض التقاليد وسوء فهم المشاعر من بعض الاباء والامهات يجهضونه بقسوة ظنا منهم انه السبيل الاسلم , ولكن هذا الحب الذي يولد مع بداية كل شباب يظل ينبض بالحياة والمرارة معا , وقد بقي في هذه القصة يعيش في اطواء المحبين حتى تهيأت له جريمة كبرى , ومن هنا تبدو سمه هذه القصة , فلئن حرمه الحب من حبيبته فأنه اعطاه دفقا قويا دفعه في هذه الحياة فأحسن الابحار فيها , وقد استطاع الكاتب , الذي لم يكتب قصة غيرها , بأسلوب واضح متحدر ان ينوع مشاهدها ويحسن الانتقال بينها بل نوع من ادواته شيئا ما للحد الذي ادخل شيئا من عناصر المسرح ومستلزماته اذ قسم بعض مشاهدها تقسيما دراميا بحسب الرؤية التي ارتآها , ولم تبد عناصرها من مكان وزمان وشخوص الا وسائل تخدم حركة الحب , اذ كان بطل القصة وابرز شخوصها هو الحب الذي ولد قويا وعاش شابا حتى النهاية , ولم يتغير او يضعف , وكأن العناية الالهيه ارادت له ان يكون حيا الى الابد , ان يعيش شهيدا وان يموت شهيدا , اما الحوار الذي ارتكزت عليه اكثر مفاصل القصة , فقد كان ينطق عن حياة الشخصية الرئيسة ( الحب ) فكان واقعيا ملتهبا مشبوها مصعدا للاحداث , وكان اروع ما فيه هذه الرساله التي كتبها الامل اليائس وقطعتها الجريمه وكأن خيوط القصة كلها مشدودة بيد واحدة لنهاية واحدة .
ولا اراني الا وقد اطلت وشغلت القارئ عن قرائتها , فلست في موضع الدارس وان بقيت سمه اخرى فأنها قصة لا تنفك عن قارئها الا وقد اخذت بذهنه واهتمامه كأنها شهقة واحدة تعبر عن ذهن كاتبها واحساساته وطبيعة فهمه ورؤيته الخاصة عن ادوات هذا الفن بكل يسر ووضوح لانه كتبها بروحه ومشاعره الصادقة وليس بتطبيق قوانين هذا الفن حرفيا بل برؤيته لتجربته الخاصة ومشاعره .
د. علي كاظم اسد
استاذ النقد في كلية الاداب جامعة الكوفة 2002

الاهداء
الى كل حبيبة ... ابرمت مع حبيبها عهد الحب .. نقضت عهدها وفارقته في ملجا العامرية ... الى كل حبيب ... كان على موعد لقاء مع حبيبته ... قد وعدها بالزواج ... واخلف وعده معها في ملجا العامرية ... الى كل زوج تخلف عن زوجته بسبب الواجب وتركها وديعة مطمئنا عليها في ملجا العامرية ... فلم يستطع الملجا ان يحفظ الوديعة .. الى كل زوجة ذهبت لتزور اباها المريض وفارقت زوجها مطئنة" عليه في ملجا العامرية ... وكان فراقها له ابديا ... الى العذاري اللوتي قضين تلك اللية في ملجا العامرية .. وهن يحلمن – مثل كل ليلة – بلقاء حبيب ينتظرنه اتيا"من المجهول ليتزوجهن .. فلقين مصيرهن المجهول ... الى احباب الله ... الاطفال في نومهم في الملجا يتبرقعون البراءة البريئة ... وكل واحد منهم يحلم بهدية يحبهامن ابيه او امه ... او يتمنى ان يراها في حلمه فارتفعت ارواحهم الشفافة الى بارئها مفارقة اجسامهم الطرية وهي تتبخر من حرارة صواريخ جدو بوش .... التي انهت
واوقفت احلام الحب.
اهدي دموعي هذه ... دموع الحب
(( انا لله وانا اليه راجعون ))
هادي / 2002

ا لقسم الاول
((قصة حب ابدي ))
طفولة الاربعينات
في السنة الاولى في المدرسة المتوسطة في مدينة الحلة وعمره كان لا يتجاوز الثالثة عشرة من السنين – نحيل البنية يميل الى الصفرة بسبب اعتلال الصحة كشان اطفال واولاد وناس تلك السنين في الاربعينات 1948 . فكان مكتوبا عليهم ان يدفعوا ضريبة الاصابة بكل الامراض فهو امر بديهي ان يصابوا بمرض الحصبة والسعال الديكي ومرض التايفوئيد ..وهو عانى طويلا من مرض الملاريا . وتلك كانت امراض مستوطنة في تلك المناطق اضافة الى الديدان المعوية بانواعها واكثرها شيوعا (السلابيح )الاسكارس ...التي كانت تجد في امعاء الاطفال والكبار موطنا مستديما لها .ومنهم هادي ..كان يجب ان يمروا بهذه الامراض ومنهم من يموت .. وهم الكثرة .. والباقي منهم يجتازها ويبقى معلولا ضعيفا مخضرما ... وكان الشائع المتداول بين الناس انذاك ان "العافية من الله وليس من الاكل ".



اسمه هادي , كان يشاهد الرياضين واجسامهم الجملية ... فاراد ان يتشبه بهم ... واراد ان يكون قوي البنية ممئلى العضلات .. احمر الوجه وعشق الرياضه وشرع يمارس الالعاب ولاسيما كرة القدم وكان يتعمد لعب الكرة ( كرة القدم و الهوكي ) حتى التعب والتعرق ليبدوا احمر الوجه بدل الصفرة . وكان يلعب بالكرة في زقاقهم او بالاصح الدربونة (( عكد ابو القاسم )).. وكان يصنع الكرة من الجورب ويملئها بقطع القماش الممزق فتصبح كرة للعب الهوكي (الاجلح ) , وكان التعب يثير فيه شعور الجوع وطلبه للاكل .
كانت ريم بمثل عمر هادي وكانت عندما تراه يلعب الكره تنظر اليه بعينيها الصافيتي البياض الكبيرتي السواد اللامعتين يشع منهما بريق يشبه بريق الفرح والرغبة .. ووجهها احمر معجون بدمه يزداد مرة احمرارا ويقل مرة اخرى .. وخداها يشعان وهجا احمر (Flushing)لا تدري اكان بسبب الخجل ام الاعجاب بهادي ..... وتتلافى نظراتهما فبدا هادي يحس بقلبه يضرب بقوة وتضطرب دفاته .. وتتلاقى عيون ريم الضاحكة بعيون هادي وتقول.

ريم : (الجسم الضعيف همات قوي ...احسن من السمين )

هادي :( يشعر وكان عقدة في لسانه او عقده ... ولايعرف بماذا يجيب ....وما هذا الاحساس الذي اخذ يشعر به ويزداد يوما بعد يوم ... فاخذ يعرف وينتظر موعد مرورها اوعودتها او عندما ترسلها امها للشراء من الدكان القريب ...
ولعل ربما هي التي تحدد وقت ذهابها متوافقا مع وجود هادي ..هذه المواعيد مع اوقات وجود هادي في الزقاق وما ان يراها حتى يبدا لعب الكرة بعنف حتى يعرق ويحمر وجهه ... وريم تنظر اليه تلك النظرات الحلوة الآسرة التي تاسر قلب وروح هادي ... ووجهها يشع بالنور الوردي من كل جزء فيه .. وكأن وجناتها تفاحتان تدعواك لالتهامهما او شمهما , وشعرها الاسود اللامع المسدول على اكتافها الحلوة الصغيرة , وخصلات من هذا الشعر تنفلت لتنزل على جبيتها وعينيها فتمد يدها الحلوة الصغيرة لترفعها مرارا .. وصدرها لما يزل صغيرا بنهدين كانهما جوزتان تثيران في هادي الاستغراب والشوق وهذا الشعور اللذيذ اللطيف الذي يسري ليلف جميع مقاطع واسطح جسمه... وهو بعد لايعرف ان هذه الاحاسيس هي التي يسمونها الحب ... بل انه اخذ يعرف بانه لاغني له عن ان يراها وان يتباهى امامها ... ثم اخذت صورتها تتراى له في احلام اليقظة وفي منامه وبدا يعاني من حالات اضطراب وعدم انتظام قي ضربات قلبه عند سماعها اوسماع اسمها او صوتها او رؤيتها ....

ريمة : تسكن البيت الملاصق من الخلف لبيت هادي شان بيوت ذلك الزمن وبيوت المدن القديمة .... وهم يستاجرون هذا البيت .

هادي : هداه تفكيره (لم لا العب بالكرة في السطح ؟ ) الملاصق لسطح بيت ريمة كي اجعلها تحس بي وقد تصعد للسطح لتراني فاخذ يلعب الكرة في السطح بشدة وتعمد اسقاطها على بيت ريمة لداخل الحواش .... فصاحت امها :

ام ريم :" وج ريمة .... هاي الطوبة مال هادي وكعت علينا ... اصعدي للسطح واشمريها عليهم وكولي اله بعد لا يشمرها علينا ... شنو ماعندنا شغل "

ريمة : تلقفت ريمة الطوبة ... وهادي يراها من فوق الستارة (التيغة )- رأها تركض بها مسرعة فوق الدرج تصعد للسطح بلهفة ووصنعت كرسيا وصعدت عليه لتنظر من الستارة (التيغة ) فرات هادي بانتظارها يملى الفرح والسرور وجهه وعينيه وجسمه .

((نمو الحب ))
ريم : ((دير بالك عيني هادي لت شمر الطوبة علينا )) قالت له هذا وعيونها يشع منهاالبريق الحلو ووجهها نورا ورديا ..((ترة امي ما تقبل ))

هادي : ((اني اتعمدت شمرت الطوبة ..اريد ان اشوفج ))

ريمة : ((اشلون عيني ؟ ليش تريد تشوفني ؟!))

هادي : ((ماادري ليش ! بس ردت اشوفج شسوي ))

ريمة : وقد بدء على وجهها الحنان والجدية كانها تريد ان تحنو على طفل ..(( تحبني عيني هادي ..؟ اني هم احبك ؟ ))

هادي : ((ياربي ماذا حصل لي ؟!هل هذا هو الحب ؟!مادا اكدر انساج واحب اشوفج على طول .. حتى دا احلم بيج ))

ريمة : بغنج ودلال (( شلون عيني ؟!اشتقصد تحلم بيه ؟!))

هادي : (( يعني العب كدامج طوبة وانتي تباوعيني بعيونج الحلوة هذي ))

ريمة : ترفع حاجيها وتلوي جيدها الجميل ((ها هيجي ... لعد انة هم اريد اشوفك على طول .. يعني افكر بيك .. يعني احبك ))

ام ريمة : صائحة ((ولج ريمة هاي وين صرتي ؟ عوبة قابل متي ؟ ))

ريمة : (( يمة دا احجي ويا هادي دا اكلة لايشمر الطوبة علينا ترة امي تزعل ))
ام ريمة : ((اي .. زين .. كافي لطشتي قابل .. انزل بالعجل ))

((مواعيد الحب))

هادي : (( ريمة شوكت اشوفج ))
ريمة :بدلال ((كل يوم بعد هيج وكت .. بس لاتشمر الطوبة لمن تنام امي وابوية ... مع السلامة عيني ))

هادي : اخرس لسانه وصوته وتخشب بسماعه ريمة تقول له (( مع السلامة عيني ))ماذا كان يجب ان يجاوبها ... نزل وهو في ذهول .. ساهم النظرات ..وجلس منزويا في البيت ..واصبح كثير الشرود .. قليل الحركة والنشاط ..فارتاح منه اهل البيت وخصوصا امه .. الا ان ابوه راقبه ولاحظ عليه قلة الحركة وكثرة الشرود فساله :

ابو هادي :((شبيك بوية ...؟! مريض ؟!..تحس بشئ؟ ))

هادي :(( لابوية كلشي مابية ))

ابو هادي : عرف ان ابنه يمر بدورالمراهقة ...ويجب اشغاله بشيء فقال لهادي ..((يجب عليك ان تلعب رياضة كمال جسماني ومصارعة.. سأعمل لك ((عقلة))اولا لتلعب بها رياضة..وبعدها سؤهيء لك أدوات الرياضة القديمة((الزورخانة))...((الاميال))وتلعب ((شناو))...وغيرها))وبدأ ابوه يعلمه الرياضة.
((أول قبلة))
هادي:اصبح رياضيا من الدرجة الاولى...بدء جسمه ينمو ويشتد وعضلاته تكبر..وحبه لريمة يكبر وينمو..وحب ريمة لهادي يكبر وينمو..ولقاءتهم بالسطح تكثر وتزداد وتتنوع المناجاة وتزداد الآهات .. حتى كان ذات يوم انقلب فيه كيان هادي ...
صعد هادي كعادته في الموعد لمقابلة ريمة وكانت هي قبلة لاستقباله
ريمة: (( اني غلبتك اجيت قبلك ... آنه شوقي الك اكثر... ))
هادي : (( حبك خلاني اسرح مااشوف دربي .. رحت للسطح الاخر ))

ريمة :تضحك بدلال وفرح يزيد من بريق عينها وتوهج ورود خدودها ..((ياحبيبي )).
وكان كلام لقاءاتهما في كل مرة ... نظرات وعبارات حب واعجاب .... ولمس ايدي .
هذه المرة نظر هادي الى ريم فوجد فيها تغيرا كاملا ... شعر منسق ... سرقت ادوات الزينة من امها ... وضعت مكياج على وجهها وخدودها ... حواجبها , كحلة لعيونها ... حمرة على شفاها قلادة على جيدها الطويل المنحوت كجيد افرودايت ... ثوب جميل ازرق خفيف ملتصق على جسمها ... نهودها برزت بحجم .. يكادان يلتصقان ببعضهما .. اكمام قصيرة ... ظهرت زنودها المدورة البديعة ... تثيران شهوة تذوقهما ..

هادي : وقف مبهورا مدهوشا وهوينظر اليها .. وشعر لاول مرة انه يريد ان يلتهمها دون ان يوذيها .. ان يضمها الى صدره (او يلي ريمة انت اية من الجمال انت السحر باكمله ).

ريمة : شعرت بنشوة لاندهاش هادي ونظراته وكلماته واخذت هي ايضا تطيل النظر الى هادي بتعهن ودلال وحب تتفحص شعره الممشط وخصلات من شعره على جبينه (شباب ذلك العهد كتقليعة ) .. عيونه العسلية .. وكانت تسميه (ابو عيون الحلوة ).. فمه .. وشفايفه الرقيقة ...اكتافه العريضة ... عضلات زندية وسواعده ... القوية المفتولة ... صدريه العريض ... مظاهر الرجولة التي بدات تظهر عليه ... بدأ لحيته وشاربه يظهران كخطوط خضراء ... وجهه الاسمر الوردي (فلم يعد اصفر الوجه )... بعد ان ادامت ريم النظر طويلا الى هادي ...
فما كان من ريم ... الا ان قبلت هادي فجاة في خده ....
هادي اخذته المفاجاة فصعق لها ... واحس بلذة انفاس ريم على خده ... فاسرع هو ... كالعطشان او كالجائع وقبل ريم في خدها ثم في خدها الاخر ...

هادي وريم : ثم ثارت ثورتهما كليهما , واخذكل منهما يقبل الاخر في خدودهما في عيونهما ... ثم ... ثم... التفت شفتاهما .. وكانهما هما اللذان اكتشفا تقبيل الافواه ومص الشفاه ... لذة في الفم والشفاه ... كان للقبل والمص انين (ريم ) وفحيح (هادي ) .... وثار جسماهما غاية الثورة وتوترا غاية التوتر ... واصاب (ريم )مايشبه فقدان الوعي والارتخاء .... وحدث (لهادي ) لجسمه غاية التوتر وحدث له ... ماحدث ... لو لا ان الستارة (التيغة ) ... كانت بينهما ... وفي انينهما تختلط كلمات (حبيبي ريمة )و( حبيبي هادي )
ام ريمة :فجاة علا صوت ام ريمة فاستيقظ هادي وريم من حلميهما ... (ولج ريمة هاي وين انتي ... مدكليلي شدسوين بالسطح كل يوم ؟ قابل انتي مطيرجية ؟)
ريم : بصوت تعب ضعيف ... (اي يمة احب اشوف الطيور مال بيت امير البيتهم بعيد عننا )
ام ريم : ((يمه انزلي بالعجل ... عندي شغل وياج .. عيب يروح الناس يشوفوج )).
ريم : نزلت ريم ... منهارة بادية التعب ... شبه تترنح .. وهي تعيد وضع هندامها وتمسح الزينة من على وجهها .
هادي : اما هادي فجلس مصعوقا منهوكا متلذذا بهذا الاحساس الجديد وماحصل في جسمه ... وبقي بالسطح لمدة ساعة ... وهو يعاني من توتر جسمه ... ثم رتب نفسه ونزل .
هادي وريم : لم ينم هادي الليلة ... كثرت احلامه ... ولم تنم ريم تلك الليلة ايضا كثيرة التقلب في فراشها وهي تحتضن المخذة الوسادة تقبلها وتكلمها ...
كانت تجربتهما الاولى التي استمرءآها وتلذذا بها واستعجلا اليوم التالي لتكرار نفس التجربة .
ريم وهادي : تكلما كثيرا عن حبهما وزواجمها فقد تعاهدا على الزواج كعادة كل العشاق ... وعهود العشاق تذروها الرياح وتذهب ادراجها ..موقف الاهل وقسوة التقاليد... والمستوى العائلي ...والنهوه ... وموقف ابن العم او الخال او الخالة ... الذين لهم الحق باستعباد البنت ... وهذه هي من عناصر تحطيم عهود العشاق على الزواج ... وكذلك فالالم والحسرة مصير العشاق والغرام , ويزيد من ظلم المراة .

((نضج الحب ))

تكرر لقاء ريم وهادي يتقلبان بلذة جحيم القبل واللمس والمص وشم الخدود وتقبيل الايدي .... وتقبيل النحور والنهود ... وذرف الدموع على الخدود والشفاه لتختلط بلعاب الفم ومذاق اللسان فلها ملوحة لذيذة .
واخذ جسما كل من ريم وهادي ينموان بسرعة ويتفجران حيوية وجنس ... حتى لم تعد الستارة (التيغة )التي تفصل بينهما في السطح قادرة على كبح جماح هذا التيار الجارف المتفجر من فيض الحب ....
فما كان في احد الايام الا ان قفز (هادي ) من فوق هذه الستارة ( التيغة ) .. وفحيحه يقول ( ما اكدر اصبر بعد ).
ريم : اجابته بشوق ((ولا انه حبيبي .... لو ما انت تطفر جا اني اطفرت ....))
ريم وهادي : واغترف كل منهما الاخر بعناق وشوق رغبة اشدة قوة من اي شلال وانحدرا على الارض .... وهما لا يشعران بشي ....وكان صوت انين ريم وفحيح هادي قويا وعاليا مسموعا .
ام ريم : سمعت صوت انين ابنتها (ريم )وفحيح هادي فصعدت راكضة وأدركتهما قبل ان تحل المصيبة ... وهي تصيح بصوت خافت ((يبو ...يبو .... شها المصيبة ... وانتزعت ابنتها سالمة ... وطردت هادي .... روح يمة الله يستر عليكم ....شتريد اتسوي بينا ؟ تريد تفضحنا ؟
ريم : انه صحت له يمة ...احبه ...هو ما عليه ذنب ... احبه ...اريده ...اموت نفسي عليه ...يمة حبنا صارلة سنين كافي ظلم عاد ...
ام ريم : حبتج حية ان شاء الله يمة ... تريدين تفضحينة ... روح خالة هادي ... روح ...هسه نشيل من هذا البيت اذا سمع ابوها يذبحها ؟

ضباب الحب وآلامه ( الفراق )

الدموع تجري مدرارا من عيون ريم وهادي تجاوزت خدودهما الى ملابسهما .
هادي : عاد ورمى نفسه باكيا في سطح داره الى ان ايقظته امه ليلا ..
ام هادي : (( ليش يمة هادي هيجي تنام بالسطح على الارض دون فراش او غطاء متخاف تتمرض )).
هادي بقي مريضا اسبوعا.
ريم : كان حالها اسوء ... نامت طريحة الفراش وعانت من حالات هستريا وهذيان تلهج باسم هادي .

التحول الى بيت اخر في محلة بعيدة

في الايام التالية تحوّل اهل ريم الى بيت اخر في محلة اخرى بعيدة وحبست ريم في البيت ومنعت من الذهاب الى المدرسة .
هادي : كان يمر على المنطقة التي بها بيت ريم ... وكانت اختها الصغيرة .. نائله ..
نائلة : توصل الى هادي رسائل (ريم ) واخبارها .. فهي ممنوع عليها الخروج من البيت وهي مريضة .. وهي تبكي وفي كل احلامها تسمعها تنطق باسم (هادي )... وكان ابوها يسعى الانتقال بوظيفته الى مدينة الموصل خلال اسبوع واحد .
وضاع اثر (ريم ) على (هادي ) فلم يستطع ان يتابع اخبارهم او مكانها ... واصبح الحب قصة وذكرى عميقة في قلب هادي ... بقيت ذكراها تعيش فيه يوميا سنين طويلة حتى الان .

لقاء الحب

مضت السنون وهادي لايعرف لريم عنوانا ولاخبر منهم بالموصل .. اصبح هادي موظفا ... ولم تفارق (ريم ) مخيلته يوما واحدا .. عرف هادي كثيرا من النساء .... ولكن ريم لا ولم تفارق مخيلته ابدا ... كان يراها في كل النساء ... وفي كل امراة يقبلها او يلمسها ... كانت لديه هي (ريم ) والشاعر يقول :
نقل فوادك ما استطعت من الهوى
ماالحب الا للحبيب الاول
كم منزل في الارض يسكنه الفتى
وحنينه ابدا لاول منزل

هادي : سافر للدراسة خارج العراق وعاد عام 1958 ثم التحق بالدراسة في كلية الادارة مساء ... وفي احد ايار 1966 ...كان يسير بعلاوي الحلة /بعد الظهر قرب سينما الارضروملي ... صعقه منظر ... مذهل ... لفت انظار المارة والجالسين في دكاكينهم .
هادي :وقف فجاة متسمرا ..... وامامه امراة تحمل طفلا دون السنتين من العمر وبيدها طفلان وعاقدة طرفي عباءتها في اسنانها كي تلم العباءة لتستر جسمها ...
ريم : المراة التي لم تكن الا ريم –تسمرت في مكانها كانها مصعوقة فغرت فمها فتركت عباءتها تسقط من فمها ... وتنفرج ليظهر جسمها ... افلتت يدها طفليها ... وكادت تسقط طفلها الثالث من يدها ... وصرخت (( هادي ؟!... هادي ...... هادي .... صدك ؟!جذب ؟ يربي ... هذا هادي ؟!))

هادي !وبنفس اللحظة كان هادي يصيح مدهوشا (( حلمان انه لو صاحي ؟ انتي صدك ... ريم ؟! بعد كل هل الخمسة عشر سنة وين انتي ؟!))
هادي : اخذته تلك النظرة الساحرة البراقة اللامعة ... وذلك الوجه الذي عاد يشع وردا ذلك الفم الملهوم الرقيق .. الذي تتحرك شفاهه بليونة ورقة وتموج لتخرج الكلمة منه بجمال اخّاذ جذاب .... ذلك الشعر الذي اهمتله الامومة ... وتعب الحياة عليها ...
ريم : (( وانت هادي وين ؟!ذاك البطل !ذاك الحبيب !ذاك الحلم الواقعي اللذيذ !...لازلت في قلبي ... وعقلي .... وكل حياتي هذا ابني اسمه ... هادي ))
هادي : (( لم انسك ولا لحظة من عمري هذا كله ... كنت عندي في كل فتاة وكل امراة وكل انثى ... كلهن كن عندي (ريم ).

ريم : (( انت هادي اتزوجت ؟!ليش ما تزوجت ...؟! ))
هادي : (( لا ماتزوجت ... لان املي كان ولايزال .. الكه اعثر على (ريم ) ... لكن لقيتها ... وهي متزوجة ... وعندها اطفال .. هو القدر ... الذي يرتب امورنا ))
هادي وريم : الناس حولهم بداوا يلاحظون دموع البكاء الصامت وان لم يكونوا يسمعون ما يقولونه ... تصورهم اقارب . يندبون ميتا لهم ..
انتبه هادي وريم وانتحوا زواية من المكان
ريم : (( قبل خمسة سنوات زوجني اهلي – لانهم عجزوا ان يجعلوني انساك ... فكنت في احلامي اكلمك دوما بصوت عال ... وبالبيت دائمة البكاء ... فقاموا بتزويجي من موظف هو ابن اوادم عرف قصتي ومتحملني ... بالشهر يسافر خارج بغداد لمدة اسبوع ... واسكن بيتنا هنا قريب ومعي اختي (نائلة ) لم تتزوج ... ابويا وامي ماتوا يرحمهم الله وانت تعرف ماعندي اخوة ... ونعيش منما تركه ابوية وراتب زوجي ... (( هادي اتفضل وياي للبيت اتعشى عندنا اليوم )) ..
هادي : (( اريد والله ... لكن شلون يصير.... مو عيب ))
ريم : (( لا اتعشى ولا تبات عندنا .... لان اختي ( نائلة ) ما تخليك تبات ))
هادي)): ريم انه ما اقبل ابات ... اشلون اقبل ))
ريم : قادت هادي الى بيتها وهي تكاد تطير من الفرح ... وما ان دخلوا بيتها حتى استقبلتهم اخنها نائلة التي عرفت ( هادي ) فورا ؟!
نائلة : قالت (( هالكيتي تاليهه حبيبك بعد هالسنين الطويلة )) والتفتت الى هادي قائلة (( سنين وهي تتمنى لقاءاك وان تجدك ولكن هاي القسمة وهذا القدر ... وانت ما تزوجت لسة ؟))
هادي : (( لا نائلة ما تزوجت ... كنت انتظرها .. واتمنى اتزوجها ... لكني وجدتها متزودة ولها اطفال )) .
نائلة : (( هذا اسمه هادي ))
ريم : (( حبيبي هادي ... اتزوج روحي ... هاي قسمتنا ... خلينا نتلاقي في كل اسبوع لمن يسافر زوجي ... لقاء ... حب .... شريف ... ))
نائلة : (( لعد شتريدين لقاء مو شريف ... هادي ما يقبل ... اني هنا كاعدة ... هادي حبه شريف ... وما يحب الا الشريفة )).
((واني مااكدر اتزوج هادي ... مااستطيع اتزوج حبيب اختي ... وما اقبل اخذ حبيب اختي )).

واستمرت لقاءات هادي وريم حوالي سنة بجضور اختها نائلة في بيتهم ... او ياخذهم الى السينما او احد المطاعم او سلمان باك ...لقاءات عواطف ونجوى حب شريف .. و.يوما اتى هادي لبيتهم .. قال له الجيران ... سافروا انتقلوا الى احد مدن الشمال ولايعرفون الى اين.... وان اختها نائلة ... تزوجت ولا يعرفون في اية مدينة ؟... ولكنها تزوجت في سلمان باك ... وكانت توصل لهادي رسائل ريم ... وكانت ريم تاتي الى بغداد وتتقابل لفترات قصيرة مع هادي ... ثم .. ثم ... انقطعت عن هادي اخبارهما كليهما .
مرت سنة واخرى ... واخرى وتوالت السنوات ... وهادي لم يترك وسيلة الا طرقها ليعرف مكان وعنوان ريم ... انتقل الى كل مدن الشمال الواحدة بعد الاخرى يهيم في اسواقها ... شوارعها .. الاماكن حيث يمكن ان تؤمه العوائل .. وكم من مرة اسرع شبه مهرول باتجاه امراة رمقها عن بعد فيها شبه من طول وقامة ومشية ريم .... وعندما يصل قريبا منها يجدها او يكتشف انها لم تكن هي ... وكان احيانا يتعرض لمواقف محرجة ... ولجا الى ضاربات (الودع ) او من نسمهين ((بطاشات الخرز )) ليستمع الى هذرهن ... ثم لجا الى من يمارسون السحر ويعدونه بالاجتماع ... او الحبيب ... او الغائب ... دون ان يجد دليله .
اخذ هذيان هادي يكثر في منامه يردد فيه اسم ريم حتى خافت زوجته عليه , وهي تحبس المها الم الزوجة الوفية وتكتم في نفسها غيرة الانثى ... ثم مال هادي الى شرب الخمرة عله ينسى ريم ... ولكن الخمرة لم تفده في نسيامها , بل على العكس هدمت الخمرة اعصاب هادي وصحته وزادت من هذيانه ليس في منامه بل وفي حاله سكره وصحوته .. فاقلع عن مرض الخمرة .. ومرض الادمان على التدخين .. فلجى هادي الى كثرة التعبد والصلاة وزيارة قبور الاولياء والدعاء عندهم واكثر من النذور عله يعثر على ريم او مكانها او من يدله عليها .
الزمن لم يساعده على نسيان ريم بل ازداد تشبثا داخل خلايا جهازه العصبي وتلافيف مخه وتشبعت خلايا جسمه باسم ريم وصورتها ورائحتها وطعمها ... فريم هي في جهاز هادي العصبي وفي جهاز العضلي والعظمي ... وجهاز دوران دمه ... ومستقره في سويداء قلبه ... وبدا شريط حبهما من بدايتها لحين اختفائها .. بدات ذكريات حبهما تعود بتفاصيلها يوميا .
اين انت ياريم ؟!اانت مريضة ؟ ويمنعك المرض من ارسال اي خبر عنك لي ...؟ ام تراك فارقتني بالموت , واخلفت وعدك او ما تعاهدنا عليه , بان نبقى سويه لا نفترق ... لماذا ...لماذا .. ياريم ؟
اين انت ياريم ... ساعدوني بالبحث عنها ... الى كل من عرف حلاوة عذاب الحب ... ولذة الم فراق الحب ... ان يتعاطف معي .. ويدلني على حبي على حياتي .. على روحي التي تركت جسمي هائمة , وتركتتي كانسان آليتسييره روحه الهائمة عن بعد .. هكذا بقت حال هادي ..
انصرف هادي ..... اخيرا الى وسيلة اخرى علها تساعده على نسيان ريم فتفجر فيه الحب على شكل طاقة متعددة المواهب .. اخذ يكتب في مجالات متعددة ... انصرف للرسم ليعبر عن نفسه ... وليقول بعض الشعر .. ليعبر عن مافي وجدانه ... تحول الحب لديه الى نظرة فلسفية راى في الحياة صورا متعددة في كل ما حوله ... في الشجر ... في الماء والنهر ... المخلوقات ... الوجود والموجودات .... توصل الى ان قوة الحب هي التي تتحكم في تسير الكون فهي قانون الجذب والشد والحركة في هذا الوجود... فالحب سيل ينبعث من الخالق العظيم الله سبحانه وتعالى ويتصل بكل الوجود من المادة الى الاحياء . هذا الكون يتوسع ... ينطلق ... تربط كل مجراته ... نجومه ... كواكبه ... اقمارها .. نيازكه ... كلها تتحرك
وتتجاذب بقوة الحب .. التي يسمونها الجاذبية .
جاذبية الحب ... فكل شي ينجذب الى كل شي .. ابتداء من نواة الذرة ودوران الالكترونات حولها بمسارات ثابتة لا تتغير .. بقوة الجذب ...
والجذب هو الحب فتفاحة نيوتن سقطت الى الارض بفعل الحب فهي تحب الارض والارض جذبتهالانها تحبها ... والقمر يحب الارض والارض تحبه فكل منهما يتمسك بالآخر فلا يفترقان والكواكب السيارة تحب الشمس والشمس تحبهم فلا يفترقون ...
وهادي يحب ريم وريم تحبه ... فلماذا فارقته وانقطعت عنه ؟ وهذا مناقض وضد قانون الحب ؟!فحبهما كان قانونا يخضع لقانون الحب ... ايها المحبون ... ساعدوا هادي ابحثوا معه فحب هادي وريم حب راق ... حب مقدس ... استطاع هذا الحب ان يرفع هادي الى مرتبة (( الخبير )) هكذا اطلقوا عليه وهكذا يسمونه ... فمن اراد ان يكون (خبيرا ) عليه ان يبدأوا بالحب... ولكل انسان حبه وحبيبته .. فابحث عن حبك ... وكن عميقا مخلصا بحبك ... سيحعل منك مخلصا صادقا في كل شي ولكل شي فالحب هو كل حقوق الانسان فلا تمنعوا الحب ولا تحجبوه .. ولا تؤدوا الحب ولا تتحججوا بالمجتمع ... فزمن الؤد ولى وحرمه الله سبحانه وتعالى فالله روؤف رحيم محب لعباده فهو الغفور الرحيم .
وهكذا اصبح اختفاء ريم لغزا ينغص حياة هادي .

القسم الثاني : كلمة السر – الشواء
لمشهد الاول

في الولايات المتحدة الامريكية وفي مدينة سيائل .. في بيت الطيار الكابتن ( جون باترك ) ... الطقس بارد في شهر كانون الثاني ... الثلج يغطي حواف الشوارع والارصفة ... ويتناثر على لحي الشيوخ وشواربهم وحواجبهم ... ويتساقط متجمعا على رؤوس الاشجار واطراف الاغصان ... وكأنه القطن المنفوش ... لشدة بياضه ولطريقة تجمعه ... شبيه بما كنا نسميه ونحن صغار بحلوى (بيض اللقلق )... والليل يلفه سكون جامد ألاّمن صفير او حفيف الريح بين اغصان الشجر ... والقمر يرسل اشعته المتثاقلة على سطح مياه المحيط الذي ترسم عليه ضلال اشعة القمر مع حركة الريح وكانه درع من زرد :
واحتار الشاعر بتكملة صدر بيت الشعر :
نسج الريح على الماء زرد ...... فاجابته من كانت جواره ياله درع حصين لو جمد .. السكون جامد مخيف ... وكأن الليل ينتظر من السماء طبقا" او صحنا" طائر جاء من كواكب اخر ... فيه مخلوقات راقية جاءت للتاكد من ان في هذا الكواكب الذي يسمونها ((البشر )) تتلذذ بقتل بعضها بعضا ... جاءت لترى هذه المخلوقات البشرية وهي تسير حثيثا نحو الانقراض .

جون باترك : طيار لم يسبق ان اشترك في حرب كبيرة حقيقة ... وهو الان جالس في بيته يغمره الشعور بالزهر والفخر لانهم استدعوه للتوجه الى الخليج العربي . على بعد عشرات الالوف من الكيلومترات عن بيته . ليشترك في حرب فعلية تساهم بها معظم دول العالم ... ضد دولة واحدة صغيرة نامية هي (( العراق ))... وافهموه بان هذا العراق يشكل خطرا على امريكا ومستقبل ابنته (ليلي ) وزوجته ((ماري )) ... هذا العراق كذلك يشكل خطرا على مستقبل الديمقراطية ..
وعلى ابنته (( لولي )) بنت الثماني سنوات
فجون : ... اذا ... هو ذاهب ليدافع عن امريكيا وديمقراطيتها وعن مستقبل ابنته ((لولي )) فحربه اذا ... هي حرب مقدسة ؟!وجون جاء ليقضي اجازة ليلة واحدة مع عائلته ((زوجته وابنته )) .... قبل التوجه الى الخليج العربي.
هو وزوجته الان يجلسان على كرسي ضخم وثير فاخر في غرفة الاستقبال المؤثثة بافخر الاثاث والمفروشة باروع المفروشات والمجهزة بكافة تجهيزات الرفاه الالكترونية والكهربائية والتحف الغالية ... يجلسان باسترخاء قبالة المدفاة تتلالا فيها نارالخشب الغالي ... صفراء .... حمراء .. نقية لادخان فيها ... يبعث اشعاعها الدفى اللذيذ في اوصالهما ... وانظارهما مشدودة الى شاشة التلفزيون الذي ينقل صورا حية ... عبر الاقمار الصناعية من منطقة الخليج العربي والشرق الاوسط ... تحشد الاساطيل الحربية ...حاملات طائرات ... بوراج تحمل صواريخ محملة بالرؤوس النووية ... ذات الدمار الشامل... وتحشد جيوش المشاة (المارينز) ... والاليات العسكرية في صحراء السعودية ... جنوب العراق ... ثم تنتقل شاشة التلفزيون ... لتنقل صورا لتحشد الاساطير في البحر الابيض المتوسط ... في البحر الاحمر ... واستعدادت وتحشد الجيوش ...في اسرائيل ... في سوريا ...في مصر ... في تركيا ... وجنوب روسيا ... وفي ايران ؟
التفت ((جون باترك )): الى زوجته قائلا ...((ماري )) !وهو ينفث دخان سيكارة ... قاطعا هدوء الغرفة ... الا من طقطقة اللعب الكثيرة لابنتهما ((لولي)) وهي تلهو فرحة بالهدية الجديدة التي جاء بها لها .. وهي عبارة عن جهاز اتاري كبير ...
استرسل ((جون)) ...((ماري )) ....!؟ اعتقد ان الحرب العالمية (الثالثة ) او الرابعة قد قامت !ياحبيبتي ! ولابد ان لدي العراق اسلحة سرية خطيرة يستطيع بها ان يفني الكرة الارضية ... والا لما قامت دولنا الديمقرطية هكذا ؟!وانت ياعزيزتي تعرفين كم حرص زعمائنا على حماية الديمقراطية والحرية والعدالة ... وحقوق الانسان في العالم !
((ماري )) ولكن ياحبيبي ... الا ترى ان في الامر مبالغة وان زعمائنا يبالغون في الامر ويعطونه من الاهمية اكثر من حجمه .. دولة صغيرة ... نامية لا يبلغ مقدارها العشرين مليون نسمة ... تستطيع ان تشكل هذا الخطر ؟!بلد الحضارات الاولى في التاريخ ..سومر , بابل , واشور كما علمونا في المدارس ثم الحضارة العربية التي لولاها لضاع التراث الانساني بما صححته وبما اضافته .
((جون)): نعم ياحبيبتي هو كما تقولين ... ولكن زعمائنا ... زعماء الحضارة الغربية ... هم اعرف منا بهذا الخطر ... الم تسمعي رئيسة وزراء بريطانيا .. السيدة تاتشر عندما سالها في مجلس العموم ... احد النواب من حزب العمال .
(المنظر يتغير على المسرح حيث تطفى الانوار وتلف المكان الظلمة الذي يجلس فيه كل من (جون وماري ) ويقوم شخص من بين النظارة يمثل نائب عمالي في مجلس العموم البريطاني ليوجه كلامه نحو المسرح )
النائب العمالي : سيدة تاتشر ماهذه الضجة التي تقيمونها ؟ عن خطر العراق ؟ الستم تبالغون ؟!بلد ...نام ... صغير ... ملئتم الدنيا ضجيج حول خطره وقوته ؟!
(( تعود الاضواء ويظهر جون وماري ثانية ))

ماري : وقد ظهرت علامات الدهشة والاهتمام على وجهها موجهة الكلام نحو جون
نعم حبيبي .... وماذا اجابت السيدة تاتشر ؟!
جون : اجابت السيدة تاتشر بعصبية :-

((تطفى الانوار او الاضواء ثانية ويختفي كل من جون وماري بالظلمة ... وتظهر على المسرح السيدة تاتشر موجهة كلامها الى النظارة حيث يجلس النائب العمالي .))
السيدة تاتشتر : بعصبية ...!!(اسكت انت لاتعرف العراق !.. انه بلد الحضارت الاولى حيث لا حضارة قبله ... وبلد التكنولوجيا الاولى !... وبلد الحرف الاول ... والكتابة الاولى ... وبلد التشريع الاول والقانون الاول !... وبلد الحقل الزراعي الاول ونظام ملكية الارض الاول ... انه بلد حطم غرور امبراطوريتنا في اوج عظمتها ... وانتصر على جيوشها .. سنة 1920؟!باسلحة تسمى الفالة والمكوار ... والاخطر من هذا كله .....
((ان العراق فيه الرجال والمال ومتى ما امتلك شعب العراق امره فسيمتلك قدره ... وحريته في اختياره
ومتى ما امتلك العراق امره فسيكون تقدمه اسرع من السريع وسنخسر البترول والطاقة التي بها نسير والهيمنة التي نملك زمام الامور .. وستموت اسرائيل ....))
تختفي تاتشر من على المسرح وتعود الاضواء حيث يظهر كل من (جون )

ماري : حبيبي جون ؟!انك تحفظ الدرس جيدا ... وتعطيني محاضرة .. ها ها ها ... ولكن هي اذا"حرب اسرائيل ؟!.... وحرب بترول ... وليست كما يدعون ... وهذا ما اراه .... أي حبيبي جون يتملكني الخوف عليك فكن على حذر )).
جون : هو كما ترين ياحبيبتي ولكن هذا حقا ما يهدد امننا القومي ... ومستقبل ابنتنا ... وهذا ما يهمنا ان ندافع عنه ! بالمناسبة اين ابنتنا (( لولي )) ؟!
ماري : الا تراها مشغولة بلعها الكثيرة ... وخصوصا باللعبة الجديدة التي جلبتها لها .
جون : هل تقومين باطعامها جيدا ياحبيبتي ..؟ ان التغذية الجيدة ... كما تعلمين ... ضرورية للاطفال ... ضرورية لنمو اجسامهم ... ونمو ذكائهم ... واستقرارسلوكهم السوي .... وكذلك مناعة اجسامهم ومقاومتهم للامراض .
ماري : حبيبي جون لاتقلق .... فهي تحصل على كفايتها من البروتينات من اللحوم والدجاج والاسماك .... وكذلك من الالبان الحليب والجبن والزبدة ... ومختلف انواع الخضر والفواكه ... ومختلف انواع التفاح والحمضيات والموز والاناناس وغيرها ... فهي تحصل على ماتحتاجه من الفيتامينات والمعادن ... والحلويات والبسكت ... وانواع النشا واني باستمرار اعرضها على مختلف الاطباء واطباء الاسنان ... وانت تعرف ان ثلاجتنا ومخزننا ملى بمختلف انواع الاطعمة ... انظر لها الا تراها تتمتع بصحة جيدة ... وكان الدم يتفجر من وجنتيها .
جون : جيد جيد ... فانتى تمتلكين ثقافة صحية جيدة بالتغدية ... بالمناسبة وقبل ان انسى .... اعطنى احدث صورة لك وللولي كي اخذها معي ... انظر فيها كلما اشتقت اليكما .
لولي : بابي ... سمعتك تذكر اسماء : سومر ... بابل .. اكد .. اشور ...هذه الاسماء تذكرها لنا معلمتنا في المدرسة ... وتقول انها في بلاد ما بين النهرين ...هل انت حقا ذاهب الى هناك يابابي ؟
جون : نعم يابنتي الحبيبة ...غدا ساطير الى هناك .
لولي : حسنا ياابي ... اريد ان تاتيني من هناك بولد من عمري من سومر او من الاخرين ... اريد اللعب معه ... ها ؟!
ماري : عزيزتي لولي ...ان هذه الاسماء قديمة في التاريخ والبلاد التي تسمى ((العراق )) وابوك ذاهب ليحارب هناك ...
لولي : ذاهب ماما ... ليحارب .... ليقتل الاطفال هناك ياامي ... ليرمي عليهم القنابل من طائرته ؟!
ماري :لا تقولي هذا يابنتي .... هذا عيب ابوك لا يقتل الاطفال انه ذاهب هناك ليدافع عن امريكا .. ليدافع عنك ...
لولي : يدافع عني يامي ؟! ... فلماذا يذهب اليهم في بلدهم اذا ؟!.. في .... ديارهم ؟!
ماري : انك صغيرة ... وعندما تكبرين ستفهمين اسكتي ياعزيزتي
لولي : لابد ان في العراق .... احفاد سومر وبابل واكد .... واشور قولي لابي لياتي بولد منهم لالعب معه .... قبل ان يقتلهم .
جون : حسن ياابنتي سانظر مااستطيع ان افعل لاجلك ... ولكن ابوك لا يقتلهم ثم التفت جون الى زوجته ... ماري.. الا ترين ان منطقها محق ... منطق الفطرة .... منطق الاطفال محق .... الذي يدافع عن بلده ...يدافع ضد خطرات اليه ... لايذهب ليحارب الناس في بلدهم وبيوتهم ... ويدعى انه يدافع عن نفسه .... (ثم يهمهم مع نفسه ) ... على كل حال واجبنا ان نطيع الاوامر ... فالحقيقة ضاعت .
ثم امسك بيد زوجته بكل حنان وهو يقول : حبيبيتي وحبي ماري قومي لننام لعلها الليلة الاخيرة ساقضيها معك ...؟!

((فاصلة نهاية المشهد الاول ))

في اليوم الثاني وصل جون باترك ... الى قاعدة الظران الجوية الامريكية في المملكة العربية السعودية ... ثم التحق باحدى حاملات الطائرات الجائمة في مياه الخليج العربي .... واخبروه ان سيقود سريا يتوجه لقصف مدينة بغداد ... وسيقوم بضرب مخبىء لقيادة عسكرية عراقية .... يحتاج ضربة الى كفاءته العاليه باصابة الاهداف الصغيرة المحصنة ...
الميجر توماس : جون (ينادي بصوت عسكري امر )... اختيارنا وقع عليك ... درسنا ملفك ... انك ضليع بعلوم الفيزياء والديناميكا والجو وغيرها من العلوم .... التي تؤهلك للمهمة التي اخترناها لك ... لقد اطلقنا على هذه العملية اسم ((الشواء )).... واعتقد اننا في هذه العملية سنجعل العراق يستسلم لشروطنا .
جون بارتك : يستعد ويحيي الميجر توماس تحية عسكرية نشطة وبحماس يقول : نعم سيدي انا فخور بهذا الاختيار ,,, ثم عاد جون وهو يكلم نفسه .... نعم ان هذه العلوم التي ندرسها وجدت للحرب والقتل عندنا ... ولكن لماذا ؟!وبحق السماء اطلقوا على هذه العملية... اسم (( الشواء )) ...ماذا يقصدون هل يشوون احد ؟!

المشهد الثاني
قبل ضرب ملجا العامرية----- ولحظة ضرب الملجا

قبل ضرب ملجى العامرية بثلاثة ايام ... في بيت موفق ناصر الملقب ((ابو زكي )) ... في منطقة العامرية ... ابنه الوحيد ((زكي )) ينادونه ((زكو)) ابن الثماني سنوات ... موفق موظف في احد اجهزة الدولة العراقية ... ابنه زكي في الصف الثالث ابتدائي ... ذكي نشيط ... تعودوا ان يقضوا الليل في ملجا العامرية حماية لهم ...
موفق : هلو (زكو) تعشيت بابه ؟
زكي : اشكرك بابه ... نعم تعشيت وشبعت ... الحمد الله والشكر اكلت تمن ومرك ولحم وحلويات وفاكهة ... احسن لي ... بابه ... اكلت كلشي ... كبل ما تسالني ...
موفق : ام زكي ... ياام زكي ... يالله ليش تعطليني دا انروح بالعجل الى ملجى العامرية ... شنو فرقه عن بيتنا ...فراش فاخر ... وتكييف وتلفزيونات ,,, وراديو مسجل ... ولعب اطفال ... وفوك هذا كله امان ... الواحد يبات بعيد عن غدر القصف الجوي ومخاطر الحرب ... ومدانعرف شنو الفلم ...اللي ديمثلة. صدام .. وبوش .. .. حتى احنه بالحزب ... يأمروننا (نفذ ثم ناقش ) ؟؟! لعد مدكوليلي ام زكي شنو الداعي هجم على الكويت ؟!موهوه اللي اعلن الميثاق القومي وعدم جواز اعتداء دولة عربية على اخرى .... او شنو الداعي هجم على ايران وشقبضنة ليش مالتجأالى الجامعة العربية ؟!... الى الامم المتحدة ... يالله ام زكو بالعجل .
ام زكي : خلصت عيني ابو زكي ... جاشلون عكب باجر تكول ماراح اجي وياكم للملجىء ... زكو مايكدر يفاركك عيني ؟!
ابو زكي : عندي خفارة ... عيني ام زكي .. هذا واجب .. يالله ام زكي يالله ... ياالله بوية زكو ... كلها جم يوم وتفض ... والله يخزي المعتدين .

بعد يومين وبنفس ليلة ضرب ملجا العامرية

ام زكي : يالله زكي دا نروح للمجىء بالعجل ... ابوك اليوم خفر مايجي ويانه ..
زكي : يمة ماريد اروح للملجا هالليلة ... بابا موويانة ..
اخاف ... مااريد ...مااريد...ماما اريد انام بالبيت ... ابيتنا احسن يوم ...
ام زكي : والله يمه انه نفسي هم مقبوضة ما ادري اشلون ... بودي ابقى ابيتي ... بس ابوك يمة زكو كال روحوا للملجا آمن الكم ..
(تدخل ام زكي الملجى مع زكي , تتلقاها صديقاتها من اهل المنطقة )...
ام لؤي : هلة هلة ... ام زكي ... داده اشو تاخرتي ظل بالنا يمج والله ... انشاء الله ماكو شي عيني ام زكو ... اشو دا اشوفج ضايك خلكج عيني – خو ما اكو شي شو شتيني والله .
ام زكي: ماكو شي والله عيني ام لؤي اشكرج داده ... بس ابو زكي خفر ... وزكو كام يبجي كال يمة احسن ابات بالبيت مااريد اروح للملجا ..
اشو انه هم داده نفسي مقبوضة وما يعجبني ابات بالملجا ... لكن ابو زكي اكد على ابات بالملجا كال هذا امن الكم .
ام لوي : دي يالله عيني انشا الله راح تتكضي ... الله لاينطيهم الهظلاّم ... تعالي عيني ... تعالي نسمع حجايات ام عمر الحلوة ...
ام عمر : هلة عيني ام زكي ...تعالي اكعدي يمي ... سمعتي هذا الخبر ... طبت سكرتيرة بوش للمكتب ماله مالكتة .. بعدين شافتة جوة الميز يكلها تعالي فتشي عن مناظري وكعت مني ومادا الكاها ...
السكرتيرة مالتة ... خربت عليه من الضحك ... كالتلة مناضرك هاي على راسك ... لا قيمنا ؟!
ابو عمر : الله يساعدج اختي ام زكي ... جاوينة ابو زكي ... انهزم اطلبة ثار بالطاولي .
ام زكي : اشكرك خوية ... الله يساعدك انتة ... والله ابو زكي يسلم هواية ... واليوم عندة خفارة .
ابو لوي : يالله عيني ابو عمر دورك بالطاولي ... ابو ساطع انغلب ... اشو ما ادري شبيه اليوم اشو مدولغ وملتهي بالتلفزيون ... اشبيك عيني ابو ساطع ؟!
ابو ساطع : والله جماعة نفسي مقبوضة وخايف ماادري ليش ...
الجميع : والله كلنا عدنا الشعورنفسه خلّونا نتفرج على اطفالنا ... وهم ملتهين بالعابهم وفرحانين ... وجن الوكت اتاخر ... خلي انام .
(نامو تلك الليلة بالملجا ... وبنفس لحظة ضرب الملجا .. كانت صحوة من كان في الملجا ... سريعة ... قصيرة ... على صوت دوي الانفجار الفظيع ... نار قوية ملتهبة ... وحرارة كانها حرارة جهنم ... لم تعطهم فرصة ... سوى صيحة واحد لكل من في الملجا )
النساء : يبوويب ... وخمد الصوت
الرجال :يالله يال ... وخمد الصوت
الاطفال : ماما ... ما ... وخمد الصوت .
وانتهى كل شي ... واصبحوا ... كالشواء لدرجة التفحم ...

القسم الثالث
دموع الحب
وجد هادي ريم .........!!
.... يوم اهتزت بغداد عند قصف ملجا العامرية ... اهتزت الارض ... واهتز وجدان العالم كله وعرفت بغداد نبا قصف ملجا العامرية ركضت بغداد كلها الى الموقع ... وكان هادي مع الراكضين ... هناك راي هادي (نائلة اخت ريم ).
نائلة : منثورة الشعر .... مشقوقة (الزيك ) كما يقولون ومعها زوجها وهي شبه مجنونة وتصيح (ريم ...ريم ... شوداج اليوم وجتني عند صديقتج معزومة ... شوداج الملجى العامرية .. مو انتي جاية وتريدين تبشرين حبيبك هادي بالزواج منه ...)
هادي : يصرج (لج نائلة شتقصدين ياريم هذي ؟!)
نائلة :(ريمة مالتك ... حبيبة عمرك ... زوجها توفي قبل خمسة اشهر ومرت على ريم العدة ... وجانت جاية عندي فرحانة تريد تتصل بيك وتخبرك انها اصبحت حرة ... وقالت لي اخيرا سالتقي بحبيبي هادي ونتزوج ... ما يهمني اذا كان متزوج وما ازعج مرتة ... اني ادري ... مرتة تعرف عن حبنة ..هادي كايل الها وهي متفهمة الموضوع ).
نائلة : ( لكن وحدة من صديقاتها ابهذي المنطقة عزمتها هي والاطفال ... صارت الغارة وراحت للملجا .. وهناك كتبت الك رسالة وهاي الرسالة .) هادي : ( منوا اعطاكي الرسالة ؟ )
نائلة : صديقتها اللي جابتها اسمها (فريحة )
هادي : ( وينها فريحة .. اريد اشوفها ... شلون طلعت من الملجى ؟ وبقت ريم )
نائلة : ( فريحة مثل المختلة على اولادها داخل الملجى احترقوا )
هادي : ( فريحة ... الله يساعدج ويساعدنا كلنا ... بس بروح المرحومين .. احجي لي قصة هذه الرسالة ).
فريحة : وهي تئن من ارهاق الالم والحزن
(انت هادي ؟!)
هادي : ( نعم اني هادي رجاء اخبريني )
فريحة : ( ما كان الها حجي غير عنك ... ثم قالت لي احسن اكتب اله رسالة اخبره بحالي وموت زوجي ...واستعدادي ان اتزوجه واصير خادمة الهم بالبيت ... واصير له سعادة ... وكانت تكتب الرسالة ودموعها تسيل ولا تتقطر على الرسالة ... وفجاة سمعنا صوت انفجار هائل ... وصاحت ريم ... يمة حبيبي هادي هاي اشصار ).
فريحة : (( لم اشعر الا وانا اختطف الرسالة من يدها وابواب الملجا انفتحت بقوة ودون وعي مني ركضت خارج الملجى ثم اردت العودة على اطفالي وعلى ريم الا ان ابواب الملجى عادت وانغلقت بقوة ... ماتوا كلهم مشويين ... ولم استطيع الا انقاذ رسالة الحب هذه وعليها دموع الحب ))
امسك هادي الرسالة . بوش وامريكا قتلوا الحب بهذا الملجا
هادي : اخذ الرسالة وبدا يقراها :
الى روحي وحبيبي هادي :
( من ريم الفلة التي كانت تائهة في صحراء الالم والمعاناة طيلة خمسة عشر سنة تبحث عنك حبيبتك التي لم تنساك ولا لحظة , ترى الان واحد من امل الحب والاستقرار التي قد تستقر فيها لنجد نشوة الحب وفرح اللقاء وغطاء السعادة وشراب اللذة بك ومعك ومنك حبيبي وبضعة روحي وانا بضعة من روحك فانك الان حرة ... الله اراد ذلك ... لعله اردا ان يجمعنا فتكون اخيرا لي واكون لك لتنتهي رحلة الالم والمعاناة ...
يمة شنوها الانفجاز عيني هادي حبي حبيب ........ ))
دموع
هادي : وهو يقرا الرسالة ويرى اثار دموع حبيبته عليها .. كان الدمع منها يسيل مدرارا وهو يبكي فيختاط دمعه بدموع حبيبته على ورق رسالة الحب ... الذي قتلته امريكا واخيرا التقت دموع الحب في ملجا العامرية واحترق الحب والامل .

القسم الرابع
((لعنة العراق ))

في احدى حاملات الطائرات الجاثمة في الخليج العربي ... مكبرات الصوت ... تنادي بكلمة السر ... الشواء ... الشواء ... على سرب الشواء الاسراع ... فانتفض طياروا سرب الشواء ....

بقيادة: الكابتن جون باتريك ... واخذوا عدتهم ... وانطلقوا بسرعة الى طائراتهم الجاهزة ... وانطلقوا صوب بغداد ... كان الكابتن قائد السراب جون باترك يشعر بفرح وهو يكلم نفسه ها قد دنت الساعة ... التي سابرهن فيها لقادتي على مهارتي بدقة الاصابة ... وساكون السبب بانهاء هذه الحرب ... وستنشر صوري الصحف وتتناقل اسمي وكالات الانباء .. وساكون بطلا ... تفخر بي زوجتي (ماري ) ... وابنتي (لولي ) ... وانطلق بطيارته وبسربه .... وهو يردد : ها قد دنت الساعة ... ها قد قاربت ساعة رجوعي الى زوجتي ... وابنتي ... سانهي كل شي ... والقب بالبطل ...
(( انطلق السرب وماهي الا دقائق ... حتى كا بمرمى الهدف ملجا العامرية ... مقر القيادة العسكرية العراقية التي تدير المعركة (كما قالوا له !) ... واستخدم الكابتن جون ... مهارته .. وعلمه وخبرته ... زودته الاقمار الصناعية بالاحداثيات ... وصورة الهدف ... والتوقيت ... وحسب العقل الالكتروني بالطائرة ... كل هذه المعلومات ... وسرعة الريح واتجاهها ... وسرعة الطائرة وزاوية طيرانها ... وحدد هذا العقل الالكتروني لحظة اطلاق الصاروخ و... بدا العد التنازلي للضغط على زر اطلاق الصاروخ ... وانطلق الصاروخ الاول ... وبعد ثواني قليلة ... اتبعه الكابتن جون بالصاروخ الثاني ... احدث الصاروخ الاول فتحة في سقف الملجى ... وانزلق الصاروخ الثاني من الفتحة الى داخل الملجى لينفجر بداخله ,,, وليحوله الى جهنم ... تفحمت الجثث وانتهي الامر لقد انجز الكابتن جون باترك مهمته بمهارة ودقة متناهية ... حسبما اخبرته الاقمار الصناعية ... والعقل الالكتروني ... لقد انتصر ... وستضع الحرب اوزارها ... وسيرضخ العراق لمشيئة امريكا .. التي كانت تهدد باستخدام الذرة .
ورحم الله الشاعر محمد صالح بحر العلوم في قصيدته المشهوره :

على مهلك ياشيخ الولايات على مهلك
دع الذرة واستخدم لنا من عقلك

وصل الكابتن جون مع سربه الى حاملة الطائرات ... وقوبل من زملاءه وقادته ... بالهتاف والتحية والتهاني ... وحملوه على الاكتاف وشرب نخب هذا النصر الرائع ... وفي القاعدة ... اقترب منه احد مراسلي وكالات الانباء العالمية .... قائلا : كابتن جون ... اهنؤك على هذا النصر ... هل بامكانكم ان توضحوا لنا كيف استطعت ان تصيب الهدف الصغير بهذه الدقة ...
كابتن جون : العلم الذي تعلمناه... واحداثيلت الريح والاقمار الصناعية وحسابات الكومبيوتر ... هي التي مكنتني من ذلك ... فالعلم لدينا هو الذي يطور الحرب واساليبها ... لقد حسبت بين وقت اطلاق الصاروخ الاول والصاروخ الثاني حوالي اربعة ثواني او اقل ... فالصاروخ الاول احدث الفجوة في سطح الملجئ .. وكون وسادة من الهواء انزلق عليها الصاروخ الثاني الى داخل الملجى (العسكري ) فاحرق مقر القبادة العسكرية العراقية ومن فيها من القادة العسكريين .
المراسل الصحفي : عفوا كابتن جون ؟! هل قلت مقر قيادة عسكرية ؟!
وقادة عسكريون عراقيون ؟!!
كابتن جون باترك : نعم لقد كانوا كذلك ...
المراسل الصحفي : كابتن جون الم تسمع الاخبار في كل اذاعات العالم ؟! الم تسمع قصة حب ... ريم وهادي ؟!....
كابتن جون باترك : لا ........ لماذا؟
المراسل الصحفي : لقد نشرتها كافة وكالات الانباء لقد اختلطت دموع هادي خارج الملجا بدموع ريم على الرسالة التي كتبتها له داخل الملجا وعليها اثار دموع حبها له ... حب ريم لهادي احرقته ياكابتن في ملجا العامرية .. اليك رسالتها التي كانت تكتبها لحبيبها هادي في الملجا لحظة دخول صواريخك الملجى لقتل الطفولة لقتل الحب وابناء الحب... اهنؤك .
المراسل الصحفي : كابتن جون ... لقد كان مااصبته هو ملجا للمدنيين والاطفال !... ويسمى ملجا العامرية ... اهنؤك ياكابتن جون ... لقد احرقت الاطفال والنساء والشيوخ ... اكثر من اربعمائة منهم لقد (شويت ) جثثهم حتى التفحم !!لقد انتصرت حقا !
كابتن جون باترك : (اصابة الذهول ... ووقف كالمصعوق وقد اصفر لونه ... ونصيب العرق البارد من جبينه ثم من جسمه كله ) واخذ يردد بذهول ( احرقت الاطفال ...الشيوخ ...النساء ...ريم ...ابن ريم هادي ... ابن سومر .. حتى التفحم لقد طلبت مني ابنتي (لولي )ان اتيها باحد اطفال سومر ... قبل ان اقتلهم ..كي تلعب معه ثم صرخ صرخة مدوية :-
ميجر توماس الالعنة الله عليك ... ثم سقط على مغشيا عليه ..وهو يهذي : لولي ... ابنتي ... سامحيني ...لن استطيع ان ائتكي باحد ابناء سومر ... لاني احرقتهم ... احرقت ابناء ريم . وفي مستشفى القاعدة ظل جون يهذي ويصرخ وهو يصيح : لعنة العراق ...لعنة العراق .... لعنة العراق ....ستصيبني .... لقد اصبحت كالذي القى القنبلة الذرية على هيرو شيما ... انتهى في مصح للمجانين ...وبنفس الوقت والموقف والمكان جاء ضابط يحمل برقية استلموها عن طريق الاقمار الصناعية ...
(الى الميجر توماس .. يوسفنا ان نخبركم ... بان بيت الكابتن جون باترك في سياتل قد احترق ... لاسباب غامضة واحترقت فيه ... حتى التفحم ... كل من زوجته ماري ... وابنته لولي .. وحسب الاوامر العسكرية يرجى ابلاغه بذلك ...) وكان الميجر توماس ... يقرا البرقية للواقفين ... وعلى الرغم من ان جون باتريك .. كان في حالة غيبوبة وهذيان ... الا انه سمع ووعي البرقية .
فانتفض صائحا :
ها قد بدات لعنة العراق ... ها قد بدات لعنة العراق ... ثم اخذ جنود التحالف تظهر بينهم امراض جسمية ونفسية غريبة وغير معروفة .. ودخل في القاموس الطبي مرض جديد يسمى ب (لعنة العراق ) ... ثم اخذت امريكا وانكلترا فرنسا والمانيا وكل الدول التي شاركت في الحرب الثلاثيني على العراق ... اخذت تعاني من كوارث طبيعية وجويه تمر عليها لاول مرة ... والحبل على الجرار ...

لوعة الفراق وشوق اللقاء

بين الاحبة..الشوق الى القاء يتميز بالقوة والعجلة ... لديهم شعور ببطى الزمن ... وانه يكون سلحفائي المشي ... ذلك انهم دائمي تصور واستعادة جزيئات لحظات الحب ولقاءات الحب ... وكلمات الحب ومفاحاته .. ونظرات الحب وآهات الحب ... واحاسيس الحب ..لذة برودة الورد على الخدود من المحب .... فهم يعيشون هذه الاحاسيس باستمرار لذلك فالوقت الذي ينتظره المحبون لحين وصولهم الى لحظة اللقاء ... يكون وقتا يسير ببطى ... فتفكيرهم لا يشغله غير الحب هذا زمن المحبين الاحياء الذين يعيشون هذا زمن الحب الخاضع لقوانين الحياة ..المحسوب بشروق الشمس وغروبها ... باليوم ... الاسبوع ... بالشهر ... السنة ... وفصول السنة ... الصيف ... الخريف ... الشتاء ... الربيع الذي يمثل بعث الحب والحياة ... والسنون تمر الى قرون ... ودهور ... الا ان زمن الاموات يختلف عن زمن الاحياء لانهم يعيشون خارج زمن الاحياء وهذه الحياة.. اما في زمن الحياة الاخرة فهناك زمن اخر زمن سريع جدا .... بسم الله الرحمن الرحيم (ان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون )...و(... تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسون الف عام .. ) ... أي (18) ثمانية عشر مليار سنة ... لذلك فلقاء الاموات بمن فارقوهم في الدينا من اهل واحبة او اعداء... سريع وقصير.. الزمن لديهم ... على العكس من لقاء الاحياء في هذه الدنيا لمن فارقوهم من الاحبة والاهل من الاموات تكون عليهم فراقا طويلا ثقيلا .
هادي : يكلم نفسه يناجي ريم ليلا ... انا اتعذب لفراقك ياريم .... اتعذب من شعوري ببطى وطول زمن اللقاء بك ... فمتى قدر الله ان يكون لقاؤنا الابدي .
ريم : تزور هادي في المنام في احلامه دائما ... عيني هادي ان لقاءنا قريب بحساب الزمن الذي اعيشه في الجنة ... ولقاءنا عندي سريع .
... في المشاعر ... في الحب ... حبيبي اني اراك عند افق الجنة قادما لي ...ذلك الشاب ...المشرق الوجه ... المملوء بالحيوية ...بالحب ...
حبيبي هادي ...ان الاحبة والمحبون هم في الجنة ... لانهم يعيشون الحب ... النقاء ..التضحية ...الصلاة والتسبيح لله ...للجمال ..للخير ... لقدرة الله ...لرحمة الله الرحمن الرحيم ..
حبيبي هادي ... ان الناس في الدنيا عندكم يعيشون في غفلة من امرهم لم يقتتلون ؟! لم يقتل بعضهم بعضا".. لم يسرق بعضهم بعضا" !؟ .. لم الحقد؟؟.. لم النفاق ؟! لم الكذب ؟!لم الكيد ؟! .. لم يظلم بعضهم بعضا ؟!لم يمنعون لقاء الاحبة ؟! لم يستهجنون حبهم ؟!لم يمنعون زواجهم ؟! خلافا للدين ونواميس الحياة وسنن الخالق ؟! لم يحسدون ويمنعون الخير بعضهم عن بعض ؟!ما داموا كلهم الى الموت بسرعة سائرين .. الى مغادرة الدنيا الفانية مستعجلين ... وسريعا سيلحق القاتل بالمقتول والسارق بالمسروق والظالم بالمظلوم ... وفي هذه الدينا الاخرة الباقية الابدية سيكون الحساب وسيكون العدل والاقتصاص العادل
حبي هادي : لا تحزن .فاني ارى في الجانب الاخر من الصراط المستقيم ... في جهنم الاماكن المعدة للعدوانين الذي ضربوا ملجا العامرية واولئك الذين خططوا وشنوا الحرب علينا في الدينا : الامريكان وباقي من تسمونهم في دنياكم بقيادة العالم ... واني هنا اراهم اذلاء مجرمين ...مكبلين ..يصرخون من عذاب جهنم ... ويتمنون لو عادوا ثانية للدنيا ...لكان لهم شان اخر ..
حبي هادي :...اني اعيش هنا في الجنة لان الشهداء في الجنة ..الاحبة في الجنة ... المظلومون في الجنة ... الخيرون في الجنة ...اعيش هنا مع شهداء ملجى العامرية ... شهداء ام المعارك ...هنا الاطفال لهم اللعب التي يحبون اللعب فيها والشكولاتة التي يحبونها ... والملابس التي يحبونها ... وكذلك النساء اللواتي فارقن ازواجهم ينتظرونهم بابهى زينة وافخم مقام واجمل زينة . وكذلك الرجال الذين فارقوا زوجاتهم ... فهم ينتظروهن بكل ما في الشوق من حب ولهفة ... والعذاري المخطوبات كل منهن تنتظر خطيبها وهي تسرح شعرها اجمل تسريحة ... وتلبس له اجمل الثياب وتضع له اجمل الزينة ... والذي ترك خطيبته وحبيبته في الدنيا ينتظرها باروع الشوق وقد تهيئ لها ما تحبه من جهاز واثاث بيت . والشيوخ قد عادوا شبابا والعجائز قد عدن صبايا كل ذهب الى زوجه او ينتظره ...

حبيبي هادي : ما اجمله من منظر ونحن نرى الاطفال ولهم اجنحة يطوقون بها في الجنة واينما مرت الفكرة في خاطرهم ... ونحن ننتقل في (حواصل طير خضر )تطوف بنا اينما خطرت لنا الفكرة ... ما نشتهيه من طعام او شراب او أي شيئ نجده فورا امامنا .
حبيبي هادي : ان مكان حبنا جاهز وكامل ومهيا لنا السعادة الابدية وعندي اللقاء سريع ..
هادي : كان يضحك عاليا في نومه فرحا واستيقظ وزوجته تهزه هزا ... ففتح عينيه وقبل زوجته ... واخبرها ما اخبرته ريم في حلمه واخبرها ان اللقاء قريب .
زوجة هادي : بكت ... ستلتقون ... ستفارقني ... ليس هذا عدل تلتقون ... وتفارقون ... تفرحون وتسعدون ... وتتركني اتالم تعيسة لفراقك .... انا اعرف هذه موازين الدنيا السعادة امامها التعاسة ... الفرح امامه القهر ... الظلم امامه العدل ... الفقر امامه الغني ... الصحة امامها المرض ... الجوع امامه الشبع ... العطش امامه الارتواء ... الحب امامه الحقد ... الخير امامه الشر ... الامل امامه اليأس ..والى ماتجده من موازين المتناقضات في الحياة الدنيا ... كالظلمة والنور ... السالب والموجب ... البروتون والالكترون ... هذه موازين الدنيا .... الفانية المتضادة ... فمتى ما اختل ميزان الثنائية هذه يختل ميزان الدنيا والحياة ... كما حصل في عالم الدول والبشر الان ... كانت هناك في العالم ثنائية القطبين في السياسية الدولية ... ذهبت كفة ميزان قطب منها .... وبقي العالم يعاني من استهتار القطب الواحد واستفراده ... وفقد الحكمة والعقل ... فانتشر الظلم والقتل في كل ارجاء العالم ...
أي زوجي الحبيب هادي : اتريد ان تفارقني الى حبك الاول فتنعم بسعادة اللقاء ... وتترك خلفك الم الفراق ... المي لفراقك فانت من احببت وانا اعرف انك تحبني ولازلت وستبقى ... فهل في الحياة الاخرة ... في الجنة ... كذلك موازين مثل موازين الارض ؟! حاشا لله هناك فقط ميزان الرحمة الالهية والرحمة تسع كل شي ... فانا لله وانا اليه راجعون .
هادي يقبل زوجته : ابدا رفيقة عمري وحبيبة درب حياتي فانت الحب الذي مارسته ورعاني ودللني كما تدلل الام رضيعها لو لم تكوني لي حبيبة ولو لم اكن لك حبيبا لما تفهمت حبي لريم وقبلت هذه الشراكة الرائعة شراكة الحب ... .. وليس شراكة السياسة ...سوف لن يكون فراقا بمعنى الزمن الاخر ...بل سيجمعنا هناك بيت واحد ثلاثتنا ...كما كانت ريم تتمناه في الدنيا ولطالما تمنيته انتي .
ما احلى ثقة الحب وحب الحب وانتظار الحب

مجمع الشهداء ومزارهم

بقت ريم تزور هادي كل ليلة في احلامه يتحابان ويتواعدان على اللقاء ... وذات ليلة في احد الاحلام اخبرته ريم :
ريم : حبيبي هادي اتفق شهداء ملجا العامرية ... وجميع شهداء ام المعارك والقصف اليومي للطيران الامريكي البريطاني ... وشهداء الارهاب .. والمقابر الجماعيه .. واطفال بلاط الشهداء وجميع الاطفال الذين استشهدوا بامراض الحصار والجوع وامراض اليورانيوم المنضب ... وجميع الشهيدات من الزوجات والخطيبات والعرسان والازواج والعرسان والمخطوبين اتفقوا كلهم على الاجتماع واللقاء كلهم في ملجا العامرية في ذكرى قصف الملجا ... تجتمع ارواح هذه الشهداء في الملجأ الذي يتحول الى حديقة واسعة غناء تتوفر فيه جميع لعب الاطفال وادوات اللعب وكتب ودفاتر واقلام التلاميذ... وكذلك الازواج والزوجات والمخطوبين والعرسان والشيوخ والشباب ... يبداون اولا صلاتهم بالشكر لله الواحد القهار.. ثم يشكون الى الله المنتقم الجبار من سلبهم حق الحياة ... حق اللعب... حق الفرح ... حق السعادة ... باي ذنب قتلوا ويطليون من الله العادل ان ينتقم ويقتص لهم ممن اعتدى على حياتهم وسلب ارواحهم في الدنيا .
هادي : حبيبتي ريم يعني ان ملجا العامرية اصبح محراب ديني رمزا لكل من فقد عزيزا عليه لكل من فقد شهيدا ولكل من له مفقود ... ولكل من عانى ظلم الحب واعداء الحب .
انه لي الان مزارا ومسجد ازوره كل جمعة .
هادي : يتوجه الى كل المظلومين المحبيبن والى كل من فقدشهيد في ملجا العامرية ومعركة ام المعارك ومدرسة بلاط الشهداء وشهداء الحرب الايرانيه العراقيه .. وشهداء المقابر الجماعيه ...
ليصبح ملجا العامرية مزارا تزوروه وتحجوا اليه في ذكرى قصفه ولياخذ كل واحد منكم لعبه لطفل يرميها هناك وباقة ورد للاحباب ورسالة باسم هادي الى ريم ...

اراضية انتي عني :
ياريم الم يسعدنك
حبي بنشوته بالمه بفراقه
وبانتظار اللقاء الابدي حيث لا الم هناك
في حياة جنة الحب ... فالحب .. جنة..والحب عباده .. وسنلتفي

هادي ناصر سعد سلمان الباقر الحلي الخفاجي
3/4/ 2002 بغداد

الى شهداء ملجأ العامريه
الى اخي الشهيد وعائلته والى كل شهداء ملجا العامرية من اطفال ونساء وشيوخ
رابحة عبد المجيد الراوي

شذا العامـــرية ابن الديار وابن الاحبـــة ابن الصغار
شذا العامرية ظل الحصار فظلــم الطغاة شهادة ثاــر
دمار وحقد عدا المعتدين ولسنا نهاب العدا والدمار
وقفنا اسودا وكنا ليـــوثا وفي دمنا الحزم جذوة نار
دعاء سلام مصابيح خير لكل دياجير ظلــــم نهــــار
صمدنا حسينا على النائبــــــــات وعند الشهادة كنا ضرار
وفي الحق كنا سلالة عــــد ل وامة مجد ورمز فخـــار
عراقيون نحن عريق حمانا فلم نرض ضيما ووصمة عاـر
وفينا من الماجدات رموز تزهر بين يديها الفقــــا ر
حصار ولسنا نخاف الحصار فظلم الطغاة شهادة ثـــا ر
يقولون ذوقوا عذاباونــار وجوعوا وموتوا فاين الفــرار
منعنا الدواء منعنا الغذاء منعنا الهواء وهذا قـــرار
نسوا بان يسوعا وموسى واحمد عاشوا بهذي الديــــ را
تريدون عيشا فكونوا عبيدا لدينا والا فهذا خبــــــــار
وان سعدا يريد الحيـــاة ويهوى الشهادة بالانتصار
وان خولة في الرافدين شموخ عطاء ورمز اقتدار
وافياء طفلة زهراء كانت فماتت شهيدة حرب الدمار
وعمر وليث وسيف جميعا رياحين مجد ليبقى المســا ر

حصار وكيف نخاف الحصار ففي كل بيت شهيد وثار
ايدرون ان نياشين عـــــــــز اهالوا علينا بهذا القرار
ايدرون ان نداء التحــــــدي على كل فرد اكاليل اغار
ايدرون ان شذا الرافديــــن تفجر خيرا بهذا الحصار
ايدرون ان نخيل الــعراق ادر الحليب فاحيا الصغار
وينسون ان تراب الــعراق رفاة النبوة حرز الديـــار
وينسون ان ثرى الاولــين دواء ولو كان ذاك خيار
يرجى بكم ايها الصامدون ومرحى بشعب تحدى القرار
وجدت بعينك وضح النهار ورمز الـبطولة والاقتدار
ابا عمر ومهما طغى المعتدون فنحن العراق حماة الديار
ابا عمر فاهنا مع الاكرمين شهيدا عزيزا ورمز فخار
طوبى لكم ايها الراحلون وطوبى لشعب تحدى القرار
مضت كريما مع الاكرمين لتبقى المسيرة رغم الدمار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...