أبطِئْ خطاك فلم يفتأ هناكَ دمُ
|
|
| واحذر فقد توقظ الأنفاسُ نومهمو
|
احبس لهاثكَ إن آثرتَ همهمةً
|
|
| فقد تفززُ في الأحداقِ حلمهمو
|
طَأْطِئْ ففي كلِّ سقفٍ رُبَّ كركرةٍ
|
|
| مشنوقةٍ تتدلى الآن فوقهمو
|
أرِحْ ركابك في الأعتابِ تلك يدٌ
|
|
| تعيقُ ممشاك واحذرْ ربّما قدم
|
فإن جزعت لفرط الحزن كن جلداً
|
|
| ففي جلال المعاني يُكتَمُ الألمُ
|
كُنْ لاغياً، كُنْ نحيلاً، كن كخيط رؤىً
|
|
| يمرُّ أو ولتكنْ كالصمتِ حولهمو
|
أخاف إن أجهشت عيناك من ألمٍ
|
|
| ستبصر الكون من نجواك ينهدم
|
أخاف إن ناح قلبٌ أو بكت شفةٌ
|
|
| أجاب يهمي دموعاً عنهما العدمُ
|
أخاف إذ أنني أدري بأنّ شجىً
|
|
| لو بلّل الأرض لن يرقى لدمعهمو
|
أخاف يا صاحبي إن صحتُ وا وجعي
|
|
| أضاع نجواك في الأرجاء صوتهمو
|
وقال إني جريحٌ غير أن دمي
|
|
| مثل القناديلِ في الأركانِ يضطرمُ
|
وقال إني حزينٌ كل عاطرةٍ
|
|
| من نفحِ قلبي أُريقت فوقَها الظُّلَمُ
|
أنا الشهيدُ الذي ما حدَّثت أُممٌ
|
|
| عن مثلهِ في الحكايا أو رَوَتْ أُممُ
|
أنا الذي أَرَّخَتْني كلُّ ذاكرةٍ
|
|
| وحدّثتْ كل عينٍ ثمّ باحَ فمُ
|
أنا احتراقٌ جليلٌ واشتعالُ دمٍ
|
|
| أنا الشهابُ الذي يختالُ بينكمو
|
فلو نظرتُمْ لبعضٍ في مقاعدكم
|
|
| أبصرتموني أُضيء الآن قربكمو
|
فحاذروا أن تقولوا كيف جاءَ هُنا
|
|
| فإنني أبلغُ الأشياءَ قبلكمو
|
أنا الذي دوّنت كفايَ تذكرةً
|
|
| أنا الذي رغْمَ موتي قد دعوتكمو
|
أنا الذي كنت قد قبَّلْتُ أصغركم
|
|
| سناً ومن كنت قد عانقت شيخكمو
|
أنا ابن أحلامكم قد تاق بي لهفٌ
|
|
| كي تسمعوني قصيداً من قصيدكمو
|
ولتعذروني فإني أرتدي جسداً
|
|
| من الشظايا وإني لست مثلكمو
|
ولتعذروني لأني صرتُ حشرجةً
|
|
| تذوبُ في كل حرفٍ من حروفكِمو
|
فما تمنيتُ إلاّ أن أرى وطناً
|
|
| يشع مثل المرايا في وجوهكمو
|
وما تمنيتُ إلاّ فيضَ أغنيةً
|
|
| تفوحُ عطراً زكياً في سطوركمو
|
فلتنزعوا أي حزنٍ عن ملامحكم
|
|
| ولتمسحوا أي دمعٍ من عيونكمو
|
فها هي الشمس ما زالت مسافرةً
|
|
| جذلى وفي كلِّ بيتٍ من بيوتكمو
|
وها أنا الآن أحيا بينكم بطلاً
|
|
| وها أنا الآن أمشي بين بينِكمو |