جهينة نيوز:د. رغداء مارديني
منذ تلك الذكرى الأليمة التي اختزنتها الذواكر العالمية، والتي عبر عن استنكاره لبشاعتها كجريمة حرب من الطراز الفظيع، أهم برفيسور أمريكي قائلاً: (هي أحقر حرب خضناها نحن الأمريكيين حتى الآن، وأنها خطأ مأساوي سيكلفنا الكثير).
وتحت جنح الظلام كان الأمريكان يجرّون ذيول الخيبة، مع انسحاب آخر قوافلهم من أرض الرافدين، في وقت يمدون أيديهم فيه إلى الوطن العربي ليعيش فورات ثورات مزعومة، وديمقراطيات صبغت أثوابها بدماء الأطفال والنساء والشيوخ، في ملجأ العامرية، يكمن- النموذج- النموذج الذي رأيته مثالاً صارخاً بأم عيني، وشاهداً على ذوبان أطفال العراق بدرجات الحرارة الألفية، كان المشهد مريعاً، ومرافقونا كانوا يشرحون لنا قصة هذه المجزرة التاريخية، مجزرة القرن التي لا يستطيع أحد تحمل رؤية فظاعتها التي لخصت تاريخ أمريكا الأسود، وصغر تمثال حريتها.
هكذا عندما شاهدت العلم الأمريكي ينزل من فوق السواري، ليرفع علم العراق خفاقاً على ساريته، ويغادر المحتل مختبئاً بغبار جحافله، وعتمة الليل منكس العين، بعيداً عن هوائيات الشاشات والتلفزة، المسعورة وعيون الكاميرات التي طالما روجت لفبركات السقوط، وهللت لأزاهير الديمقراطية.. تذكرت ذاك الفيديو الذي صورته وأنا أتجول في ملجأ العامرية، الذي كان على موعد مع أذان فجر منتصف شباط من عام 1991، ليلخص سيرورة إجرام كثيراً ما تطاولت على حياة الشعوب من دون خجل أو حياء... وفيه أعدت الاستماع والرؤيا لذاك السؤال الذي سألته- آنئذ- لمرافقينا الذين شرحوا لنا أسرار الوحشية والفظاعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال العسكرية في ملجأ الأطفال، في تلك الزيارة التي قمت بها للعراق قبل أشهر تماماً من بدء الاحتلال، وإسقاط بغداد التمثيلي.
قيل لنا: إن الجنرال غلوسوم وبأمر من قيادته العسكرية الأمريكية نفذ قصف الملجأ، متفاخراً بقوله: (سوف نرسل إليهم هذه الهدية بغية تعريفهم على قوتنا..).
وفعلاً كانت قوتهم اللاأخلاقية، قنبلتين صاروخيتين من عيار الألفي طن، خصصت لاختراق الأهداف الخراسانية، توجهها قوة الليزر، الصاروخ الأول أغلق النوافذ والأبواب، والثاني فجر محطات ضخ المياه، وفتت الأجساد الغضة، لتسبح في غليان الماء أشلاء ودماء على ارتفاع المترين، أشلاء ذابت وانتصبت على الحيطان التي انصهر فيها الحديد الصلب مع لحم الأطفال من دون أن يسمع صراخهم أو استغاثتهم أحد.
وبقيت عين الطفل، التي رأيتها ملتصقة على الجدار شاهدة مفتوحة مرعوبة، تسجل وحشية أكبر جريمة إرهابية عرفتها تواريخ البشرية..
البروفيسور الأمريكي (ماكفواير غيبسون) تابع قوله أعلاه: (المنطق الذي استخدمته أمريكا لتبرير قصفها مدينتي -هوريشيما وناكازاكي- بالقنابل الذرية، حينما ادعت أنها قصفت قاعدة للجيش الياباني استخدمته مجدداً في قصفها الوحشي لملجأ العامرية، حيث ادعت في تصريحاتها أنها قصفت مقر قيادة مهمة عسكرية في بغداد، لكنها قصفت ملجأ مدنياً كان يتحصن فيه مدنيون لا حول لهم ولا قوة..).
والمنطق الذي تستخدمه اليوم في تاريخ إجرامي يعيد نفسه متذرعاً بديمقراطية تائهة، وتقارير حقوق إنسان مدفوعة الثمن، في منظمات ولجان دولية صنعتها (كارين أبو زيد ومرؤوسيها) من أمريكان وتوابعهم من العرب المأجورين.
بعد غزو العراق وأثناء الاحتلال، أرسلت الخارجية الأمريكية (كارين هيوز وغيرها) لتحسين صورة أمريكا التي شوهتها سياسات بوش.. ولم تفلح مع كل وسائل أعلامها.
ترى.. بأي أنواع المساحيق يمكن أن تجّمل الآن سياسات أمريكا لأن ألف أحمر شفاه لا يمكن أن يجمل خنزيرة السياسة فيها!!
اصبح الأمرمعتاداُ ليس بالضرورة أن تلصق العين بقصف طائرة لملجأ إنه مجرد وحش حاقد مع لفة من C4 , أو رزمة من TNT ومسامير وكرات زجاجية وظلالة وتكفير وتشويه للآخر واشلاءاً لأطفال ونساء ورجال وشيوخ في الشوارع إلعراق دائماً جواد في دفن ابنائه احياءاً وامواتاً، صدام هو المسؤول عن هذه المجزرة لأنه نفذ الأوامر الأمريكية بالحرف
ردحذفشكراً لتعاطفك! مع ضحايا صدام
حذفVielen Dank ... Wo neue Themen?
ردحذفبحاجة إلى قرض اتصل بـ WhatsApp: +91 (923) 356-1861 أو (contact@faizaafzalfinance.com). لقد حصلت على الألغام منهم. إنهم موثوقون وصادقون للغاية من البداية إلى النهاية.
ردحذفشكرًا.