من كتاب: الديوان العراقي منشورات بابل/ المركز الثقافي العربي ـ السويسري/ بغداد ـ زيوريخ 2008.
http://www.raqqa.gov.sy/index.php?news=537
قصائد حول الهم الإنساني والوطني والاجتماعي في أمسية شعرية بالسويداء
بقلم سانا في نوفمبر 04,2010
أقام فرع اتحاد الكتاب العرب في محافظة السويداء مساء أمس أمسية شعرية قدم خلالها عدد من الشعراء مجموعة من القصائد الإنسانية والوطنية والاجتماعية.
وقدم الشاعر ثائر زين الدين مدير الثقافة في السويداء جملة من القصائد بعضها من مجموعته القديمة أناشيد السفر المنسي ومجموعة من قصائده الجديدة كوصايا الحب العشرة التي تتخيل هبوط ملاك على الشاعر يلقنه وصايا في الحب إضافة الى قصائد مختلفة تعالج الهم الاجتماعي والوطني.
كما ألقى الشاعر موفق نادر قصائد ذاتية حول التجربة الإنسانية في الحب والحياة ووطنية حول قصف الطائرات الامريكية ملجأ العامرية في بغداد والذي راح ضحيته المئات من الأبرياء المدنيين.
03 تشرين الثاني , 2010
السويداء-سانا
http://www.swaida.com/index.php?news=7551
النقد الأدبي الأنثوي العربي
نسخة معدلة
سعادة رئيس الأكاديمية العربية المفتوحة في الدانمارك
الأستاذ الدكتور وليد ناجي الحيالي المحترم
مقام السيد نائب رئيس الأكاديمية
الأستاذ الدكتور تيسير عبد الجبار الآلوسي المحترم
مقام السيد عميد كلية الآداب والتربية الدكتور اسعد الإمارة المحترم
حضرة رئيس قسم اللغة العربية وآدابها الأستاذ الدكتور عبد الإله الصائغ المحترم
حضرة الأستاذ الدكتور صبري مسلم حمادي استاذ النقد الأدبي في جامعة ذمار اليمن المحترم
تحية ومحبة وتقديرا
هذه نسخة معدلة من اطروحتي واشهد الله انني سهرت الليالي كي افيد من ملاحظات وتوجيهات لجنة المناقشة وبخاصة توجيهات الأستاذين الفاضلين د. تيسر الآلوسي ود. صبري مسلم
متمنية سحب النسخة الاولى لتحل محلها النسخة المعدلة ولكم جميل تمنياتي .
طالبتكم دجلة احمد آل رسول السماوي الرابع عشر من اوغست 2007
مشيغن
تنفذ الناقدة إلى تحليل النص من خلال تقنية الحوار الخارجي كما أنها تحاول أن تميز لغتها النقدية وهي هنا في قصة (ربما الدموع ربما المطر ) تركز على الأفق اللا إنساني الذي تشيعه الحرب وقد استطاعت الناقدة – وهو ما تستنتجه من خلال هذه الدراسة - أن تتخطى النقد المدرسي وأن تفيد من مرجعياتها وخبراتها في رفد لغتها وأسلوب صياغتها لدراستها النقدية . وتنتقي الناقدة نصاً آخر مقتبسا من قصة أرادة الجبوري ( ظفيرة بشريط احمر ) لتدين من خلال هذا النص بشاعة الحرب ولا انسانيتها حيث يتتبع النص النقدي مسار القصة في رصد حركة بطل القصة المفجوع بمقتل ابنته ذات الظفائر والشريط الأحمر بملجأ العامرية وكيف بدأ لبطلة القصة حين وقف أمام الباص الذي كانت تستقله " تتبعت خط نظرته ، جفلت وأنا أشعر بها مسددة نحوي . تلفت حاولت إبعاد الارتباك الذي انتابني .
الانشغال بالوجوه المنفعلة التي كسر ظهور الرجل المفاجئ كسلها وخدرها الصباحي ، وغير ذلك لم يجعلني إلا أن أشعر بنظراته أقوى ، - ماذا حدث لابنته ؟ هل كانت كبيرة .- لا طفلة في الخامسة من عمرها ، كان يحتضنها أثناء سقوط صاروخ على حي سكني ، عندما حضر رجال الأنقاذ ، وجدوه مغمى عليه وأشلاء الطفلة متناثرة في المكان لم ينج أحد سواه من أفراد الأسرة ) 37 فتعلق الناقدة على هذا المشهد القصصي بقولها : " أنت في هذا المناخ الواقعي السوريالي الكابوسي الملبد بالفجيعة أمام أنوثة مجروحة وذكورة فقدت اتزانها وطفولة مؤودة ، أي معادلة تراجيدية هذه التي خلفتها الحرب ؟ ! وأية أخلاقيات بررتها الأيدي التي ضغطت على زناد الموت لتسحق الأنسان الأعزل وأنت بالضرورة أمام تقنية بارعة انتقلت بك وبرشاقة من لحظة السرد إلى اللحظة الفارطة ( الفلاش باك ) لتضيء أمكنة شهدت ضجيج طفولة وأحاديت وهمهمات ترقب مصيرها المجهول احتضنها مكان الحدث ( ملجأ العامرية ) 38 فتنفذ الناقدة إلى التحليل من خلال التقنية السردية وتقنية ( الفلاش باك ) تحديداً مما يكشف عن ملاحظة مهمة تخص أسلوب الناقدة في معالجتها النقدية في إطار النقد الاجتماعي الذي نحن بصدده أنها لا تنصرف إلى المضمون الاجتماعي وإنما تستعين بالتقنيات الفنية ، كي لا يكون تحليلها النقدي مجرد تلخيص للنصوص السردية والإبداعية بوجه عام وإنما تستكمل الجناح الآخر للتحليل وأقصد بها الجانب التقني الفني .
د. وجدان الصائغ
الرواية الانثوية العراقية وثقافة الفقد
08/09/2008
حين يكون المكان الحميم (الوطن) معتقلا كونيا ضاجا بالحروب والمحن هل يمكن للكتابة ان تكون نوعاً من انواع المقاومة للتشيؤ وصوتاًً اخر من اصوات التحرر من عتمة اليومي المضاء بسعير القذائف ؟! وكيف يمكن للانثى ان تغوص الى اعماق ذاكرة المكان الجمعية الملبدة باضواء القنابل العنقودية وازيز طائرات الشبح التي تحصد الاهداف والارواح معاً لتلتقط صوراً للفجيعة الجماعية التي عاشها انسان وادي الرافدين على مدار ثلاثة عقود عجاف ومازال؟ كل هذه الافكار قفزت الى ذهني وانا اتأمل ماكتبته القاصة والروائية العراقية ارادة الجبوري (1) في منجزها السردي (فقدانات ) - الصادر عن اتحاد الادباء اليمنيين ، صنعاء 2004- لتؤثث خرائط طريفة للحزن الفلسفي الذي انضجته نار الحروب ووهج الصواريخ لنحدس صيرورة المتن طقساً من طقوس الوجع الذي تطلقه الذات المتشظية في كهوف الهزائم والانتصارات الباذخة العتمة عبر تعاشق شفيف بين ايقاعات الحزن وشعرية الجملة السردية المخضلة بندى المجاز والمتكئة الى كوميديا سوداء يختلط فيها الضحك بالبكاء والواقعي بالسوريالي لتمرير خطاب ايديولوجي رافض لبربرية الحروب وماتخلفه من تشريد وتجويع ونفي وهو مايصدق على مناخات قصتها الموسومة (ربما الدموع ربما المطر)(2) ، تأمل المقتطف الآتي :
(تحدثني امي عن البيت والجيران والشائعات والاخباروالاسعار والجرائم وتسألني عن خبر سمعته من المذياع حول زيادة حصة الفرد من المواد الغذائية .. نظراتها معلقة بصوتي .. استدرك لكن الخيبة سرعان ما تكتسح وجهها وانا اقول لها عبارتي اليومية :
- صحيح يا امي اني اعمل في صحيفة لكنك تعرفين جيداً اني ومنذ ان دمروا العراق لااقرأ الاخبار ولا استمع اليها .. لا اشاهدها ... اترك فنجان الشاي وخيبة امي واصعد الى غرفتي .. افتح باب شرفتي المطلة على الحديقة ، اراقب الفصول في اشجارها والاعشاش بالعوائل الساكنة فيها .. ارى عصفورة تحاول ان تمرن صغيرها على الطيران . يخفق بسبب كرشه المتدلي .. اضحك .. فقط الطيور ازداد وزنها بعد الحرب .. الحشرات تملأ المكان ماذا لوعلم الناس بهذا السر ؟ اتراهم سينافسون العصافير على سمنتها؟ اضحك بدموع أغفو ) يعرض التفاوت الصوتي من الحوار الخارجي (الدايولوج) الى الحوار الداخلي (المونولوج) لوحة بانورامية لثقافة الحرب ومخلفاتها التي تقتسم مع الانسان الاعزل كسرة خبزه وتكرع ايامه ، بل انك تلمح ان المتن يتقشر عن لوحة واخزة للجوع ملفعة بمرارة ساخرة تؤنسن العصفورة وفرخها (البدين) لتكون متوازية ايحائية للطفولة الجائعة والانوثة المجروحة بعذابات الامومة تمرر خطاباً ايديولوجياً يعري القرارات الدولية التي تسوغ عذابات الانسان الاعزل ومعاقبته بقوته وقوت عياله وقد كرس المتن هذه الدلالة بـ(اضحك بدموع واغفو) لنشهد احساسات الوعي الحاد بالمحنة الجماعية حد الانغلاق عليها (اغفو) في زمن اختلاط الاوراق (الشائعات + الاخبار + الاسعار + الجرائم) وضياع القيم . ومن الجدير بالذكر ان المتخيل السردي في هذه القصة قد جعل من نهر دجلة معادلاً ترميزيا ينتظم المتن برمته تسقط عليه الانا الساردة احساسات شتى قارن الآتي(3) :
(يسير دجلة من دون ان يلتفت اليً او للنوارس ... للمدينة واحلامها المتناثرة على طاولات المكاتب والكافتريات والمطاعم .. يسير غير عابيء بالاخبار المؤلمة ، شائعات الامل ، صوت المذيع ، مشاكل النص المسرحي ، مقص الرقيب ، الجرائم ، صور المفقودين ، التوابيت الملفوفة بالاعلام ، اسعار المواد الغذائية ... شموع النساء عند مرقد خضر الياس ، صراخ الاطفال المحتضرين في مدينة الطب المطلة عليه نحيب الامهات ، اصوات المرضى وصرخات اناس يرون المشارط في غرفة عمليات بلا مخدر .. يمضي بهدوء مبتلعاً كل شيء بصمت مثلما ابتلع احبار الكتب من قبل ودماء من احبوه . يسير من دون ان يلتفت اليّ) انت ازاء مرايا نرسيسية معاصرة خطفها المخيال السردي صوب مناخاته المتخمة بالفجيعة والفقد لتمنح هذه المرايا للانوات المتمرئية عذاباً ولوعة ، بل انك تلمح بعدا اسطوريا اخر تتداخل من خلاله نبرات الانا الساردة بنواح عشتار وهي تشهد قتلاها يطفون على وجه الماء ، لنكون قبالة طوفان جديد يجتاح الروح ويعصف بالانسان الاعزل فيعيدنا الى عمق الذاكرة الجمعية لنسمع كما نسمع الان صرخات الهلع (صرخات اناس يرون المشارط في غرفة عمليات بلا مخدر) وصيحات استغاثة (للاطفال المحتضرين في مدينة الطب+ اصوات المرضى) ونحيب الامهات و...وهو طوفان ينقلنا الى عمق تاريخي اخر لعذابات المكان فنشهد من خلاله تفاصيل سقوط المكان (بغداد) وحركة هولاكو الشرسة للفتك ببنيته المعرفية (احبار الكتب ) والبشرية (دماء من احبوه) وفي اطار حركة مغلقة يعيها المتن ليجعلك تتأكد بان مأساة اليوم هي مأساة الامس وفي اطار حركة دائرية للزمن العربي الملبد بالخذلان والعجز ولاتخفى دلالة انتقال دجلة هذا الرمز الجغرافي والحضاري المقدس من كونه شاهداً للحياة والعنفوان الى كونه شاهداً من شواهد الموت اليومي والابادة الجماعية .. والمتخيل السردي يجعل من دجلة - في خاتمة القصة -عتبة ترميزية نبصر من خلالها تشيؤ الانسان تحت مظلة الحرب على اختلاف مسمياتها قارن الآتي:
(قررت ان لاافكر وان لا استمع الى احد .. التحرر دفعة واحدة من كل شيء مثل دجلة تماما اسير باحزاني وذكرياتي من دون ان التفت الى احد) هي لوحة بانورامية اخرى تضيء ذروة الاغتراب النفسي والزمكاني من جانب ومن جانب اخر تعكس عدائية الامكنة الحميمة وصيرورتها جحيما اخر يتسق وجحيم اللحظة الماثلة الراعفة .
وتؤرخ ارادة الجبوري في قصة (ضفيرة بشريط احمر)(4) لمجزرة ملجأ العامرية باسلوب يخرج من الواقعي الى السوريالي ليعود الى الواقعي مرة اخرى تأمل مثلاً كيف استدرجت القصة القارىء لمعرفة المزيد عن حياة الرجل الذي وقف امام الباص الذي كانت تستقله بطلة القصة :
(تتبعت خط نظرته ، جفلت وانا اشعر بها مسددة نحوي . تلفت . حاولت ابعاد الارتباك الذي انتابني . الانشغال بالوجوه المنفعلة التي كسر ظهور الرجل المفاجيء كسلها وخدرها الصباحي ، وغير ذلك لم يجعلني الا ان اشعر بنظراته اقوى
_ ماذا حدث لابنته ؟ هل كانت كبيرة ؟
- لا طفلة في الخامسة من عمرها ، كان يحتضنها اثناء سقوط صاروخ على حي سكني . عندما حضر رجال الانقاذ ، وجدوه مغمى عليه واشلاء الطفلة متناثرة في المكان ، لم ينج احد سواه من افراد الاسرة ) وحين هم الرجل بالصعود الى المركبة اختار البطلة ليبوح لها بمكنونه وهي في لحظة التحام اليقظة بالنوم لنستشعر تسلل كابوسية الراهن ولامنطقيته الى تفاصيل الحلم ، لاحظ الآتي :
(بحذر اخرج كيسا ورقياً قديما متآكلاً .. وضعه في حضنه نظر اليه لحظات قبل ان يفتحه .. كانت اصابعه ترتجف وهو يخرج شيئا لم اميزه للنظرة الاولى . تساءل وهو ينظر اليه باعجاب :
_ اليست جميلة ؟!
عاودت النظر كانت خصلات شعر اسود مضفورة بشريط احمر .. اكمل :
_ انها ضفيرتها .. حلوة .. اليست كذلك ؟ كل يوم اراها تقف امامي وهي تطلب ضفيرتها . لكن عندما اخرجها لها تغيب عني !
نظرت من جديد رأيت ضفيرة الشعر الاسود الصغيرة ملتصقة بجدار كونكريتي مشبع بسخام الحرائق .. خرجت اللحظة من جسدها المحنط..شمرت عن ساعديها واخرجتني بقوة من اعماق البئر ثم امسكت بيدي وتجولت بي في ارجاء المكان .. رأيتني اسير وسط مجموعة من الصحفيين وكاميرات التلفزيون وجمع غفير من البشر شموعا لايقادها تحت صور صفت على جدران الملجأ .. كان المكان مظلما ً ، لم تستطع الفجوات التي صنعتها القنابل {الذكية }انارة المكان .. لم تكن رائحة الاجساد المحترقة الممتزجة برائحة البارود قد غادرت المكان حتى بعد مرور عامين على تفجير الملجأ .. كانت الحشود قد اضاءت المكان وتجمعت فيه التي حصدت فيها الارواح للاستماع الى نصير شمة وهو يعزف (ملجأ العامرية) كنت ما ازال ادور في المكان وشمعتي في يدي بحثاً عن وجه بلا شمعة ... عثرت على امراة عجوز لم تصلها الذكرى .. انحنيت واوقدت لها الشمعة .. انار الضوء شرخا في الجدار الكونكريتي تدلى منه شريط احمر .. سحبت الشريط فانزلقت في يدي ضفيرة بشريط احمر ....... ) انت في هذا المناخ الواقعي السوريالي الكابوسي الملبد بالفجيعة امام انوثة مجروحة وذكورة فقدت اتزانها وطفولة موؤودة ، اية معادلة تراجيدية هذه التي خلقتها الحرب ؟! واية اخلاقيات بررتها الايدي التي ضغطت على زناد الموت لتسحق الانسان الاعزل ؟! وانت بالضرورة امام تقنية بارعة انتقلت بك وبرشاقة من لحظة السرد الى اللحظة الفارطة (الفلاش باك) لتضيء امكنة شهدت ضجيج طفولة واحاديث وهمهات ترقب مصيرها المجهول احتضنها مكان الحدث (ملجأ العامرية) وتنتقل بك وبشكل صادم الى عتبة زمنية اخرى حيث العالم يشهد بشاعة مايحصل(وسط مجموعة من الصحفيين وكاميرات التلفزيون وجمع غفير من البشر شموعا لايقادها تحت صور صفت على جدران الملجأ) بل ان المتخيل السردي يعود الى المكان بوصفه العتبة الجغرافية ليغلفها باحساسات الفجيعة (كان المكان مظلما ً.. لم تكن رائحة الاجساد المحترقة الممتزجة برائحة البارود قد غادرت المكان حتى بعد مرور عامين على تفجير الملجأ) من الواضح ان المخيال السردي قد منح المكان بعدا تراجيكوميديا يتداخل فيه الضحك بالبكاء (لم تستطع الفجوات التي صنعتها القنابل {الذكية }انارة المكان) اية انارة تقصدها هذه الاشارة المكتنزة بسعير الفتك وعصفه ؟ ربما لتنقلك الى البرهة الراعفة التي تلت الكارثة ! وهي بالفعل تنتقل بكاميرا النص المحمولة مباشرة الى مابعد عامين لتقارن احساسات الفقد لحظة وقوع الفاجعة بل انك تشهد امتزاجاً رائعا بين حركة انامل نصير شمة الذي نجح في مقطوعته الموسيقية (ملجأ العامرية)ان يعكس كركرات الطفولة وضحكها وصرخاتها وهي تستقبل بصدورها الغضة القنابل الذكية وبين انامل ذلك الرجل الذي اطل على مسرح القصة وهو تداخل يشتغل فيه الترميز السوريالي بشكل لافت يتكثف حين نصل الى لحظة السرد التي تعلن : (وانا خارج السيارة قررت عدم الذهاب الى العمل قضيت النهار اقطع الشوارع التي خلت من المارة . كانت الامطار تهطل بغزارة .لم افتح مظلتي . توقف المطر فعادت حركة الناس في الشوارع . كنت امشي متفحصة الوجوه علني اجد صاحب الضفيرة سألت الشحاذين ورجال المرور في تقاطعات الطرق والساحات وزوايا الشوارع عن رجل تعرفه المدينة يتجول حاملا ً في جيبه ضفيرة بشريط احمر .. لم يعرفه احد ؟؟!! عدت الى المنزل في اخر النهاراسرعت الى الفراش كنت محمومة لم افق من وطأة المرض الابعد يومين رأيته خلالها جالساً في الملجأ يعزف على العود اغنيته الحزينة وكان الحشد يرقص بجنون . بدا وكأنه في غيبوبة وهو يغني ويعزف على العود لم يكن يعزف بريشة كانت يده تمسك بضفيرة شعراسود يعزف بها على العود ومع حركة يده رفرف الشريط الاحمر ..عندما استعدت صحتي اقتنعت بان ما مررت به لايتعدى نوبة حمى قوية وفي الصباح الذي كنت استعد فيه للذهاب الى الكلية بينما كنت اضع اوراقي في الحقيبة تحسست يدي شيئا غريباً يقع بين الكتب والاوراق . قلبت محتويات الحقيبة – فرأيت ضفيرة شعر اسود بشريط احمر ! ) ثمة لعبة سردية طريفة يشتغل عليها النص هي لعبة تداخل الملامح فمن نصير شمة الى الرجل المفجوع الى بطلة القصة وهي تقنية صادمة تجعلك وجها لوجه مع عذابات واحدة ومشتبكة ، فالكل تحت سقف الفجيعة والكل تحت مظلة الابادة الجماعية ... وكل منا كان يحمل جراحات مشتركة خلفتها الحروب التي احرقت اعمارنا و اوصلتنا لبساطيل الاحتلال ...