بواسطة لميس وزان بتاريخ 2012-02-13
منذ خمسة عشر عاما وقدماه تقوداه الى ذلك الشارع حيث يخلد ملجأ العامريه صامتا بجوار المسجد. يقف هناك يلقي التحيه ويهدي لارواح الضحايا سورة الفاتحه.
اطلق زفرة يائسه بعدما نظر الى النصب المهدم وتسائل
-اه ! ماذا وراء تدميرالنصب التذكاري وسرقة محتوى الملجأ ؟ هل خجل منفذوا الجريمه فارادوا طمس الحقيقه بجريمة سافله اخرى؟ بعض صور وبقايا ملابس للشهداء امتزجت بقطع المعادن واسلاك الكهرباء, من المؤكد انها ليست من النفائس بحساياتهم. ولكن هل يمكن للنسيان ان يطوي الفعل الذي روع العالم بأسره ؟
كان ابو محمد يقف محاكيا ارواح الشهداء يستذكر مشهد الرعب والمعمل او الفرن الامريكي الاكثر ضراوة حيث الاجساد اللينه التي اختلطت بالاسمنت والحديد المنصهر, وكيف تفنن مرتكبوا الجريمه في استعراض القوه واثارة الرعب!
فجأة انطلق الرصاص ,زخات كالمطر ,كان بعضها يصطدم باعمدة الكهرباء واخرى بالجدران والاشجار, الشارع شبه خالي لكنه لمح بعض الماره يتجهون للاحتماء بالمسجد القريب,اما هو بخبرته العسكريه فقد حدد بثقه المكان الذي ينطلق منه الرصاص,قررالتوجه نحو المخبز ,اخذ يمشي موازيا وملاصقا للسياج. وحينما وصل كان الهدوء قد عاد الى الشارع ,اصطف في الطابور مع القليل من سكان المحله خلف ساتر اعده صاحب المخبز من اكياس الجنفاص المعبأه بالتراب ,لم يعلق احد ولم يلاحظ في اي الوجوه الحاضره علامة خوف او ارتباك فهي قد اعتادت الامر الذي صار ملازما لخبزها اليومي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق