ملجأ العامرية Amriya Shelter

ملجأ العامرية أو الفردوس أو رقم خمسة وعشرين هو ملجأ من القصف جوي بحي العامرية، بغداد، العراق، قصف أثناء حرب الخليج الثانية. فقد ادت احدى الغارات الاميركية يوم 13 فبراير 1991 على بغداد بواسطة طائرتان من نوع أف-117 تحمل قنابل ذكية إلى تدمير ملجأ مما ادى لمقتل أكثر من 400 مدني عراقي من نساء واطفال. وقد بررت قوات التحالف هذا القصف بانه كان يستهدف مراكز قيادية عراقية لكن اثبتت الاحداث ان تدمير الملجا كان متعمدا خاصة وان الطائرات الاميركية ظلت تحوم فوقه لمدة يومين
The Amiriyah shelter or Al-Firdos bunker was an air-raid shelter ("Public Shelter No. 25") in the Amiriyah neighborhood of Baghdad, Iraq. The shelter was used in the Iran–Iraq War and the Gulf War by hundreds of civilians. It was destroyed by the USAF with two laser-guided "smart bombs" on 13 February 1991 during the Gulf War, killing more than 408 civilians.

الأحد، 17 أكتوبر 2010

الدكتور علي الوردي يتوقع قصف ملجأ العامرية ... ويضع وردة في بوابة الملجأ

مع العلامة الدكتور على الوردي في ذكراه

بهاء الدين الخاقاني

نشر هذا المقال البحثي في الذكرى العاشرة لرحيل العلامة الدكتور علي الوردي عام 2005م – سورية .
في عام 1992م منح الشيخ محمد امين زين الدين رحمه الله، الى جانب المراجع الاخرين ومنهم السيد الخوئي اجازة رواية الى العلامة الدكتور على حسين محفوظ قدمها له الشيخ ضياء زين الدين ابن الشيخ الجليل واقيم الحفل والتقديم في منزلنا وقد همس الدكتور الوردي في اذني: لماذا لايمنحني المراجع اجازة رواية هل لأني اتكلم الصدق؟
فسمعه الدكتور المحفوظ ليستغل الفرصة امام الشخصيات موردا فضائل الدكتور على الوردي تاريخيا وعلميا وانفراده المعاصر في اختصاص فريد على الساحة العراقية وهو الأجتماع .
وعشت لقاءه مع شبكة الاخبار الامريكية والبريطانيا في منزله في الأعظمية عام 1993 ، وكان جوابه على سؤال الصحفي البريطاني: لماذا لاتهاجر الى بريطانيا فلك منزلتك المهمة هناك واعيد في بريطانيا طبع مؤلفاتك...؟ ,
فاجاب: لايمكن ان أكون عالم اجتماع انكليزي فانا عالم اجتماع عراقي ومهما تكون الظروف هنا فهي تخدم حاجة البحث عندي ...
وكان الصحفي ينوه ان في خروجه من العراق فرصة منحه جائزة نوبل ، فرد الدكتور
:فأنا لست بحاجة لجائزة نوبل فالعلم والعراق جائزتي.
كان بعد إن ينتهي مجلس ألخاقاني، يبدأ مجس أخر كنا نسميه المجلس الوردي أو المحفوظ ، حيث يحتكرا الليل ويعلق الوردي على كل شاردة وواردة وردت في المجلس وبالأخص على ما يسمعه ضده من أراء فيدعي إن سمعه ثقيل. وكان يتعمد ذلك لكي لايدخل في نقاشات كما عبر عنها لاجدوى منها ، وكان يحلل الحرب الأمريكية العراقية آنذاك، بتحليلات جاءت بصوابها بعد سنيين وفاته لما حدث للعراق، وان أترك الآراء هذي لمن سمعها من الحاضرين وأهل الخبرة والمعلومة .
كان يروي لنا قصص ظريفة مهمة من حياته وما يحدثه له اختصاصه من احراجات في الوسط الاجتماعي العراقي المتحفظ والديني وما سبب له هذا الاختصاص من عداء في الوسط الديني من كراهية ، لان اختصاصه يحتاج لبحث جريء في اعماق النفس البشرية وهذا ما يرفضه الأنسان العراقي ، فروى لنا في احدى الجلسات ما بعد المجلس :
:اِنه في احدى السنين كان يبحث عن علل انحرافات النساء في دور البغاء. احد نماذجه كما هو معروف في مثل هذا الوسط شارع لالة زار في طهران. تكلم مع احدهن في المبنى الخاص لهذه الممارسات، فراه هناك احد الشخصيات المهمة التجارية والمحافظة في الكاظمية وقد عبس عليه. وفي احد الايام كان يمشي في اسواق بغداد الكاظمية وصادف ان مر على محل تجارة ذلك الشخص وشعر انه يعلق عليه مع جالسين معه . ما ان اقترب من المحل حتى خرج التاجر المحافظ وبصق بوجهه، فوقف الوردي ومسح الآثار وعاد اليه وقال له :
: الناس تعرف ما كنت افعله هناك، ولكن انت المحترم ماذا كنت تفعل هناك؟
صعق الحاضرون من الأجابة وانفجرت جماعته بالضحك...
قد عشنا آراء العلامة الوردي بخصوص الحرب الأمريكية العراقية، قبل ضرب العراق وفي الضربة الأولى وهي من اخطر الآراء واترك توضيح الرأي إلى لحظة نشرها وهي بين أيدي أمينة للأستاذ سلام الشماع والدكتور محمد الشيخ عيسى ألخاقاني . علما بعد احداث عام 1991، اعلنت دولة العراق اهتمام كوادرها بدراسات منظمة عن اطروحات علي الوردي لتحليل وتفسير ما جرى من احداث في العراق .
كنا نقضي بعض نهارات القصف للتحالف سوية، وفي احد الأيام ونحن نسير من بيته في الأعظمية إلى بيته القديم في الكاظمية، وهي عادة قد اعتادها لطول عمره الذي تجاوز التسعين. التفت إلى بدالة الأعظمية التي كانت لم تقصف بعد وهي سالمة، ولم يكن قد علق عليها حتى علق عليها ذلك اليوم:.. أتدري يا بهاء... ستقصف الليلة ...فدهشت... واكمل سيضربونها الليلة...
وما كانت الساعة الرابعة صباحا وكان معي كلٌّ من سلام الشماع وزهير العامري حتى اهتزت الأعظمية، فقلت لهما: ضربت بدالة الاعظمية..
فردّا عليّ :ماذا تعلم الغيب؟ ..
وفي الصباح الباكر ، وجدناها سوية محطمة.
عجلت في الصباح بالذهاب للدكتور على الوردي وانأ احمل كعادتي في كل يوم جريدة الجمهورية بطلب منه الى سلام الشماع وبيدي لأسلمها اليه ..
وقلت له: كيف عرفت انها ستضرب الليلة كما أخبرتني أمس ؟
بابتسامته المعهودة وكأنه ينتظر سؤالي، ولكنه أجابني بألم وتهكم: ألا تعلم إن هذا الوزير للأتصالات العبقري قد صرح أمس إن البدالة قد أعيد تصليحها .. حيث كانت معرضة لحريق قبل الحرب.. وحسب تصريح هذا العبقري ان البدالة ما إن تنتهي الحرب ستعمل بكامل طاقتها .. وما إن صرح بالمعلومة حتى قصفت ...
والتفت نحوي وهو يغلق باب بيته بالاعظمية قائلا: أتدري ستقصف هذه الليلة ... ؟ ..
وما ان أحس بدهشتي قال: اذكر لك السبب غدا ..
وبالفعل قصفت واعطت ضحايا وشهداء لثلاثة عشر عائلة ممن كان يعتقد ان المكان لايقصف بعد القصف الأول الذي لم يعطي ضحايا، واستفسرت منه بدهشه في اليوم الثاني ...
فاجاب مبتسما: ان السبب هو نفسه الوزير العبقري صرح ان البدالة الأصلية في سردابها الأرضي وما تعرض له القصف سوى البناء الخارجي.
ومما ادهشني ايضا في تلك الايام وبالضبط في شباط 1991م , حيث قال لي ونحن نعبر جسر الأعظمية المغطى بالدخان بسبب شدة القصف ودخان الحرائق والأطارات المحترقة بانه:
أعتقد سيقوم الأمريكان بمجزرة خلال ايام قليلة ...
وما كان يوم حتى حدثت مجزرة ملجا العامرية ، وسالته عن السبب ..
قال: هي استنتاجات من سيرة الحروب البريطانية والأمريكية فلهم مثل هذه الضربات واذا لم تتوقف الحرب خلال أيام لسبب أو أخر .. انتظر ضربة مثل الضربات لليابان ...
وقد زار الملجا بعد ايام من ضربه وكنت معه وانا اسمعه يلفظ الفاظا لم اجرء ان استفسر منه ما معناها واستمر بزيارته للملجأ وانا معه لمدة ثلاثة سنوات بعدها وهو يضع وردة في بوابة الملجأ، ويهمس نفس الهمسات التى لاافهم معناها ...والتفت نحوي في احداها ..
وقال لي:احفظ هذا مني ان كان ما حللناه صحيحا وما روي عن العراق صادقا فعلينا تحمل مثل هذه المآسي وغيرها كي يكون العراق قيادة العالم من جديد.
كانت في تلك الليالي الحربية تجمعنا مائدة مستديرة في سرداب جريدة الجمهورية على ضياء الشموع ورطوبة الأرض والجدران في لحظات القصف وورشة بسيطة محمولة من طوابق المبنى للعمل الصحفي. بالأضافة الى العلامة الوردي والعلامة المحفوظ، اطرافها ما تبقى من الأعلاميين ليلا في مقدمتهم الأستاذ زهير العامري الذي تولى ادارة الجمهورية في غياب الأستاذ سعد البزاز، الذي كان في الاردن الى جانب الصحفي سلام الشماع و الشاعر الرقيق ابو ايلاف الياسري وهو يضيفنا ما تبقى من الشاي والخبز والجبن وثم يدخل علينا الدكتور محمد الخاقاني وهو يحمل بعض المشتريات. كانت احدى الليالي التي هددت فيها امريكا بضرب وسائل الاعلام بدأ بالجمهورية لانهالرئيس الامريكي بوش الأب لم يعجبه السياسة الأعلامية للصحف العراقية وحاول زهير العامري ان يثني المحفوظ والوردي من البقاء فابتسم الوردي قائلا :
: لاعليك انهم يحترمونني ووجودي حفاظا عليكم وسوف لايقصفوكم ...
فقال الاديب السيد الياسري:... يا دكتور من اين يعرفون ؟
فقال : هذه امريكا لها قوة الشيطان تعرف كل شيء ...
وابتسم الجميع ضاحكا ،وضربت الجمهورية بالفعل واهتز المبنى وهشمت النوافذ ولكن الضربة جاءت في مبنى الحاسبة في جوار الجريدة بالقرب من الجسر الحديدي في باب المعظم و سرعان ما اعلنت امريكا انها ضربت الجمهورية وصحف أخرى بعد ربع ساعة من القصف .. وقال الدكتور الوردي معلقا : ستضربون مرة اخرى ...
وطلب العامري من العلامتين ان لايسهران في الجمهورية من جديد فب أيام أخرى، ولكن اعاداها مرة اخرى وبالفعل قصف طرف الآخر من الجمهوري ولكن وقع القصف الغالب في مزارع الوزيرية واعلنت امريكا انها تخلصت من الجمهورية ولم تقصف بعد ذلك.. ولتلك الليالي قصصها وحكمها ومعيشتها مع هؤلاء العلماء بحق والمجال لا يسع لهذه الذكريات.
كنا نشجع الوردي ان يتبرع بمكتبته الرائعة بالمصادر والمراجع مثلها مثل الدكتور المحفوظ الى الدار الوطنية والغريب كان يردد: اعتقد ان الدار الوطنية ستحترق وانها ستقصد بموامرة لتدمير وثائق مهمة بها ...
على رغم ما كان يبدي اعجابه بها لاستثناءات فيها تتميز على الكثير من البلدان ولكن كان يبدي مثل هذه المخاوف والتي كنا نستغرب من طرحه ونجادله حتى جاء ما حدث في يوم سقوط بغداد من احراقها وفقدان الكثير من الوثائق المهمة .
نحتفظ للوردي تعليقات وملاحظات مهمة ربما ياتي وقتها للنشر ومساجلاته الجميلة بالأخص مع العلامة الشيخ جلال الحنفي في مجلس الخاقاني وجاءت هذه المحاورات بعد قطيعة بين الطرفين لعب الدكتور محمد الخاقاني دورا في لم شملهما بمباركة من العلامة المحفوظ ومتابعة حثيثة من سلام الشماع الذي هو الآخر كان من المهتمين بشؤون الهلامة الحنفي. كانت قصة التحدي بين الحنفي والوردي للمبيت في بيت مسكون بالجن، بين تاكيد الوردي على عدم وجود الجن وهذه خرافة وبين تأكيد الحنفي على ذلك، ليحصل التحدي وهذا موضوع طويل . تبقى قصص واحاديث الوردي لاتنسى من الذاكرة حيث تلهب عقل حامليها من امثالنا ونحن نعايشهم للاشتعال والانفعال حكما وموعظة حتى ولو حملت في طياتها السخرية والهزل وهذا كان من اساليب الوردي الناجحة في التاثير والأثارة في النفس ليجعله مدخلا علميا جديدا له.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...