ذكرى مجزرة ملجأ العامرية
1991/02/13
كتابات - عبد المنعم المشايـخيخجلت وتألمت وبكيت عندما قرأت مقالة الامريكي ريّ ماككفورن على موقع الاحلام المشتركة تحت عنوان: مأتم الاطفال والزوجات في يوم الحب الامريكي (فلانتاين) وكيف قاموا هو وزملاءه في شباط من عام 2003 بالتظاهر امام البيت الاسود. بمناسبة مرور 12 عام على مجزرة العامرية لعل الادارة الامريكية ترعوي ولكن هيهات فانطلقت المجازر الامريكية في الساحة العراقية من جديد.
* اي ان المظاهرة كانت قبل شهر تقريبا من بدأ الحملة الامريكية الاخيرة لاحتلال العراق عام 2003.
والمقال باللغة الانكليزية نشرته هنا Valentine's Day: A Time to Mourn Mourning Iraqi Wives, Children on Valentine’s Day
http://alamriya.blogspot.com/2011/02/war-is-crime-valentines-day-time-to.html
رحم الله كل الشهداء من الاطفال والنساء والشيوخ الذين حرقتهم امريكا في ملجأ العامرية والى كل من قتلتهم وشردتهم في حربها على العراق في عام 2003 ... امريكا التي لا تزال جاثية مع خونتها على صدر العراقيين وارضهم ... وسلوانا ان ربي لا يضل ولا ينسى كما عبر عن ذلك موسى عندما سأله فرعون عمن سبق.
وأعتذر عن عدم تذكّري مآسي قومي ولعل المآسي المستمرة التي تحيق بشعبي هي التي تنسيني كما عبر عن ذلك حسام الرسام في أغنيته عن الخنساء.
ولعل أعظم الفواجع ... ان يخونك أبناء قومك ... والافجع انهم لا يستحون من طرح أنفسهم كمخلصين!
ولكن لكل بداية نهاية ولكل قوم حكاية ولعل يوم الغضب يبلور الحكاية العراقية لتفوق ما جرى في الحكاية التونسية والمصرية فمهد الحضارة لابد الا ان يكون مقبرة للغزاة ولكل من خان شعبه.
وتحياتي الى ريّ وزملاءه.
http://www.kitabat.com/i80369.htm
دعاء شجرة الصفصاف في ذكرى العامرية
الأحد, 13 فبراير 2011
إنصاف قلعجي - الأبواب مغلقة. محكمة الإغلاق. وخلف الأبواب لا أحد. عويل يتصاعد من بقايا ما تبقى. أشباح تحوم في أرجاء المكان. تضع أصابعها على الجدار مكان أصابع اليدين اللتين تركتا أثارا متفحمة لكفين على الجدار. بقايا لحم متطاير علق في كل مكان، هنا يد علقت، هنا عين، هنا أمعاء، هنا شعر لصق، هنا فخذ لطفل رضيع، ثدي ما زال ينز حليبا. تتجول الأشباح خارج المكان. هنا قبور غطاها العشب. عشرون وجعا والعشب يحنو على القبور. وشجرة الصفصاف تنحني وتسدل شعرها على القبور كافة. وبين الدمعة والدمعة، تمسح على وجه القبور، وبين دموعها ترفع رأسها للسماء وتردد : أنت تمهل ولا تهمل. شواهد من دون أجساد. وإنما كتل متفحمة.
ففي مثل هذا اليوم قبل عشرين عاما، أي في فجر الثالث عشرمن شهر فبراير عام 1991، كان الحقد الأميركي عند الساعة الرابعة وخمس وعشرين دقيقة، قد بلغ مدى أكبر من أن يتصوره عقل خلال عدوان وحشي على العراق من قبل ثلاث وثلاثين دولة تنهش في لحم العراق، واستمر العدوان أكثر من أربعين يوما، كان القصف خلالها، والتدمير لعبة مسلية لرب البيت الأبيض، بوش الأب. كان الناس نائمين آمنين في ملجأ العامرية، يعرفون بأن الملاجئ تكون عادة محمية، فكانوا يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، يأكلون ويشربون ويغسلون، ويقرؤون الكتب لأولادهم وينامون مطمئنين بعيدا عن ضجيج الحرب. حين انطلقت القنابل الذكية والصواريخ بعد ستة وعشرين يوما من بداية الحرب، لتخترق سطح المبنى الأول من خلال فتحة التهوية محدثة فجوة هائلة، فأغلقت الأبواب على الأمهات والأطفال والشيوخ، واشتدت نار أميركا لتنشر جهنمها في المكان الآمن وعلى اتساع ثلاثة طوابق تحت الأرض. كانت درجات الحرارة ربما بلغت أكثر من الألف، أجساد تحترق وتذوب، ولا منفذ، ولا معين. وبعدها بررت أميركا كعادتها بأن المبنى كان مركزا عسكريا.
وتمر السنون. ويعاني العراقيون من أهوال ا لحصار الغربي والعربي. ويفقد العراق أكثر من مليون ونصف مليون طفل نتيحة الحصار، عدا عن فقدان كل مظاهر الحياة الكريمة، ليكون بداية مدروسة لتدميره تدميرا كاملا، وهذه المرة من قبل بوش الابن، وحلفائه من الغرب والعرب أيضا.
نفهم حين يتآمر الغرب علينا، فعبر التاريخ وهم يحيكون الدسائس ضد أمتنا طمعا في ثرواتنا، وحماية للكيان الصهيوني. أما أن يتآمر العرب على بعضهم البعض، فهذه هي الجريمة البشعة. وها هم من تآمروا على العراق يتدحرجون واحدا تلو الآخر. ودعاء شجرة الصفصاف لن يذهب هدرا.
http://www.mutawassetonline.com/index.php?option=com_content&view=article&id=949:2011-02-13-23-13-52&catid=39:2010-12-07-22-30-26&Itemid=57
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق