http://www.facebook.com/notes/abrahym-jabr-abrahym/-alrwh-mn-slin/461661073270
by ابراهيم جابر ابراهيم on Monday, November 29, 2010
يعود أطفال " الكرادة " الى المدارس.
يُسلّمون على المعلمة الجميلة; لكنها تفتقد " علي "!
أين راح الولد الذي ضحكته تشبه زخة مطر ... ولماذا يغيب عن استلام دفاتره الجديدة?
هل كان ضرورياً أن يموت "علي" ليزدهر "الشرق الأوسط الجديد"?!
وما الخطر الذي شكّله ولدٌ كالبرعم المتفتح على مستقبل "كونداليزا رايس" واستثماراتها في قطاع النفط?!
لم يفهم " عليٌّ " لماذا مات!
كان يُحدّق في سقف الملجأ, ممتلئاً بالطمأنينة التي صارت تذاع على شكل "اعلانات تلفزيونية", وكان يظن أن ل¯ "الأباتشي" قلباً سيرقّ حين تراه مصاباً ب¯ "الانفلونزا"!
لم يفهم لماذا التصقت أمه به بهذا الشكل الحميم, ثم تكوّمت فوقه, ولماذا صار حليبها في فم شقيقه الرضيع أحمر?!
ظن أن الزعيق الهائل صوت الألعاب النارية, وللحظة اعتقد السقف الذي انهار عليه أرجوحة ستحمله الى سماء ملونة!
هل كانت خرائط الشرق الجديد ستضيق بلحاف " علي " الطفل ووسادته?!
ألم تَشْرَق السماء بروحه وهي تشربها? ألم تغصُّ جنازير المعركة بلحمه الطريّ?!
أم ضاقت اللغة باسمه وصار عليه أن يغادر الملجأ وسجلات المدرسة الإبتدائية?
خمش بأظافره البيضاء لحم أمه وهو يرجوها أن ترفع عن جبهته حجارة الركام, شدَّ كفّها فتناثرت أصابعها في يده!
عليّْ ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي!!
صراخ والده انبحَّ من خلف العتمة, لكنه لم يجد لسانه ليرد عليه, كان صوته قد تجمدّ على جدار المغارة المهدّمة, ورأى روحه تسيل على التراب مثل "مرتبان العسل"!
هل كان "علي" ندّاً عسكرياً ل¯ "الولايات المتحدة الأمريكية"?!
.... .... ....
في الفجر كانت الجرّافات تلملم أصابع "علي" ونتاتيف لحمه عن أرض الملجأ وتغسل دمه عن العتبات, لكن ياقات الضباط الكبار, المنهمكين في الخطة الأمنية الجديدة, ظلّت ناصعة كشفتي العبدة السوداء!.
by ابراهيم جابر ابراهيم on Monday, November 29, 2010
يعود أطفال " الكرادة " الى المدارس.
يُسلّمون على المعلمة الجميلة; لكنها تفتقد " علي "!
أين راح الولد الذي ضحكته تشبه زخة مطر ... ولماذا يغيب عن استلام دفاتره الجديدة?
هل كان ضرورياً أن يموت "علي" ليزدهر "الشرق الأوسط الجديد"?!
وما الخطر الذي شكّله ولدٌ كالبرعم المتفتح على مستقبل "كونداليزا رايس" واستثماراتها في قطاع النفط?!
لم يفهم " عليٌّ " لماذا مات!
كان يُحدّق في سقف الملجأ, ممتلئاً بالطمأنينة التي صارت تذاع على شكل "اعلانات تلفزيونية", وكان يظن أن ل¯ "الأباتشي" قلباً سيرقّ حين تراه مصاباً ب¯ "الانفلونزا"!
لم يفهم لماذا التصقت أمه به بهذا الشكل الحميم, ثم تكوّمت فوقه, ولماذا صار حليبها في فم شقيقه الرضيع أحمر?!
ظن أن الزعيق الهائل صوت الألعاب النارية, وللحظة اعتقد السقف الذي انهار عليه أرجوحة ستحمله الى سماء ملونة!
هل كانت خرائط الشرق الجديد ستضيق بلحاف " علي " الطفل ووسادته?!
ألم تَشْرَق السماء بروحه وهي تشربها? ألم تغصُّ جنازير المعركة بلحمه الطريّ?!
أم ضاقت اللغة باسمه وصار عليه أن يغادر الملجأ وسجلات المدرسة الإبتدائية?
خمش بأظافره البيضاء لحم أمه وهو يرجوها أن ترفع عن جبهته حجارة الركام, شدَّ كفّها فتناثرت أصابعها في يده!
عليّْ ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي!!
صراخ والده انبحَّ من خلف العتمة, لكنه لم يجد لسانه ليرد عليه, كان صوته قد تجمدّ على جدار المغارة المهدّمة, ورأى روحه تسيل على التراب مثل "مرتبان العسل"!
هل كان "علي" ندّاً عسكرياً ل¯ "الولايات المتحدة الأمريكية"?!
.... .... ....
في الفجر كانت الجرّافات تلملم أصابع "علي" ونتاتيف لحمه عن أرض الملجأ وتغسل دمه عن العتبات, لكن ياقات الضباط الكبار, المنهمكين في الخطة الأمنية الجديدة, ظلّت ناصعة كشفتي العبدة السوداء!.
وهناك تعليق على المقالة في الفيس بوك يقول:
Yahya Manasrah زُرْتُ ملجأ العامرية قبل 15 سنة كأنها البارحة.. جسدُ علي الغض وأمه تحتضنه كان لا يزال مصْفوعا على ما تبقى من جدار الملجأ. هُمْ نجوا ونحن سقطنا.
November 29
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق